امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
نتائجها، مع فارق و هو أنّه إذا كان الهدفالأصلي منها هو الوصول إلى الحياة الماديةفي هذه الدنيا فإنّ ثمراتها في الدنيافحسب، و أمّا إذا كان الهدف هو «اللّه» وكسب رضاه فإنّ تأثيرها و نتائجها ستكون فيالدنيا و في الآخرة أيضا حيث تكون النتائجكثيرة الثمار.الواقع إنّ القسم الأوّل من هذه الأعمالكالبناية المؤقتة و القصيرة العمر، فلايستفاد منها إلّا قليلا، ثمّ مصيرها الىالزوال و الفناء.أمّا القسم الثّاني منها فإنّها تشبهالبناء المرصوص المحكم الذي يدوم قرونا وينتفع به مدّة مديدة.و هذا من قبيل ما نراه بوضوح على أرضالواقع المعاش، فالعالم الغربي فتحأسرارا كثيرة من العلم بسعيه المتواصل والمنسّق، و أصبح متسلطا على قوى الطبيعة وحصل على مواهب كثيرة لتصديه الدائب لمشاكلالحياة الدنيوية بصبر و استقامة وجد. فلاكلام في نيل العالم الغربي جزاء أعماله وتحقيقه انتصارات مشرقة، و لكن لأنّ هدفهالحياة الماديّة فحسب، فإنّ أعماله لاتثمر غير توفر الإمكانات المادية، حتىالأعمال الإنسانية كبناء المستشفيات والمراكز الصحية و المراكز الثقافية وإعانة بعض الأمم الفقيرة و أمثال ذلك،«مصيدة» لاستعمارهم و استثمارهم للآخرين.. فلأنّها تحمل هدفا ماديا فقط و من أجلحفظ المنافع المادية فإنّ أثرها يكونماديّا فحسب. كذلك الحال بالنسبة لمن يعملرياء.فلذلك يقول سبحانه عنهم في الآية التالية:أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِيالْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ليزول كل أثرأخروي لما عملوا في هذه الدنيا و لا ينالونعليه أي ثواب وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيهاو كل ما كان لغير اللّه فسيزول أثره وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.«الحبط» في الأصل يطلق على حالة خاصّة منأكل الحيوانات للعلف بشكل غير طبيعي،فتنتفخ بطونها و يتعطل الجهاز الهضميعندها فتبدو و كأنّها قد سمنت