امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و الشاهد المصدق بنبوّته كلّ مؤمن حقأمثال علي عليه السّلام، و من قبل وردتصفاته و علائمه في التوراة، فعلى هذا ثبتتدعوته عن طرق ثلاثة حقّة واضحة.الأوّل: القرآن الكريم الذي هو بيّنة ودليل واضح في يده.الثّاني: الكتب السماوية التي سبقتنبوّته و أشارت إلى صفاته بدقّة، و أتباعهذه الكتب السماوية في عصر النّبي كانوايعرفونه حقا، و لهذا السبب كانواينتظرونه.و الثّالث: أتباعه و أنصاره المؤمنونالمضحّون الذين كانوا يبيّنون دعوته ويتحدثون عنه، لأن واحدا من علائم حقانيّةمذهب ما هو إخلاص اتباعه و تضحيتهم ودرايتهم و إيمانهم و عقلهم، إذ أن كلّ مذهبيعرف بأتباعه و أنصاره.و مع وجود هذه الدلائل الحيّة، هل يمكن أنيقاس مع غيره من المدعين، أم هل ينبغيالتردّد في صدق دعوته؟! «1».ثمّ يشير بعد هذا الكلام إلى طلاب الحقّ والباحثين عن الحقيقة، يدعوهم إلى الإيماندعوة ضمنية فيقول: أُولئِكَ يُؤْمِنُونَبِهِ أي النّبي الذي لديه هذه الدلائلالواضحة.و بالرغم من أنّ مثل هؤلاء الذين أشيرإليهم بكلمة «أولئك» في الآية لم يذكروافي الآية نفسها، و لكن مع ملاحظة الآياتالسابقة يمكن استحضارهم في جوّ هذه الآيةو الإشارة إليهم.ثمّ يعقب بعد ذلك ببيان عاقبة المنكرين ومصيرهم بقوله تعالى: وَ مَنْ يَكْفُرْبِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُمَوْعِدُهُ.