امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و في ختام الآية- كما هي الحال في كثير منآيات القرآن- يوجه الخطاب إلى النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم و يبيّن درسا عامالجميع الناس، و يقول: بعد هذا كلّه من وجودالشاهد و البيّنة و المصدق بدعوتك، فلاتتردد في الطريق ذاته فَلا تَكُ فِيمِرْيَةٍ مِنْهُ لأنّه من قبل اللّهسبحانه إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ولكن كثيرا من الناس و نتيجة لجهلهم وأنانيتهم لا يؤمنون وَ لكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ.2- التّفسير الثّاني لهذه الآية هو أنّهدفها الأصل بيان حال المؤمنين الصادقينالذين يؤمنون بالنّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم مع وجود الدلائل الواضحة و الشواهدعلى صدق دعوة النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم و ما جاء في الكتب السماوية السابقةفي شأنه، فأولئك هم المؤمنون، و استناداإلى هذه الدلائل جميعا يؤمنون به صلّىالله عليه وآله وسلّم، فعلى هذا يكونالمقصود من قوله: أَ فَمَنْ كانَ عَلىبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ جميع الذين لديهمدلائل مقنعة، حيث سارعوا إلى الإيمانبالقرآن و من جاء به، و ليس المقصود بكلمة«من» في الآية هو النّبي.و الذي يرجع هذا التّفسير على التّفسيرالسابق هو وجود الخبر في الآية صريحا و ليسمحذوفا، و المشار إليه «أولئك» مذكور فيالآية نفسها، و القسم الأوّل من الآيةيبدأ بقوله: أَ فَمَنْ كانَ عَلىبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ إلى قوله:أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ و يشكل جملةكاملة من دون أي حذف و تقدير .. و لكن من دونشك فإنّ التعبيرات الأخرى في هذه الآية لاتنسجم مع هذا التّفسير كثيرا، و لهذاجعلنا هذا التفسير في المرحلة الثّانية«فتأمل»! و على كل حال، فالآية تشير إلىامتيازات الإسلام و المسلمين الصادقين واستنادهم إلى الدلائل المحكمة في اختيارمذهبهم هذا .. و في قبال ذلك تذكر ما بصيرإليه المنكرون و المستكبرون من مآل مشؤومأيضا ..