امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و الخضوع و الإخبات إلى دعوة الحق» إنّماهو بيان أمور واقعية ترتبط بعضها ببعض،لأنّ العمل الصالح ثمرة من شجرة الإيمان،فالإيمان الذي ليس فيه مثل هذه الثمرةإيمان ضعيف و لا قيمة له و لا يحسب له حساب،و كذلك التسليم و الانقياد و الخضوع والاطمئنان لما وعد اللّه سبحانه، كل ذلكمن آثار الإيمان و العمل الصالح .. لأنّالإعتقاد الصحيح و العمل النقي أساس وجودهذه الصفات و الملكات العالية في المحتوىالداخلي للإنسان.2- كلمة «أخبتوا» مشتقة من «الإخبات» وجذرها اللغوي «خبت» على وزن «ثبت» ومعناها الأصلي الأرض المنبسطة الواسعةالتي يمكن للإنسان أن يخطو عليها باطمئنانو ارتياح، فلذلك استعملت هذه المادة«الخبت و الإخبات» في الاطمئنان أيضا ..كما استعملت في الخضوع و التسليم، لأنّالأرض التي تبعث على الاطمئنان في السيرهي خاضعة و مستسلمة للسائرين، فعلى هذايمكن أن يكون معنى الإخبات واحدا منالمعاني الثلاثة الآتية، كما و يحتملشموله لجميع هذه المعاني، إذ لا منافاةبينها:1- إنّ المؤمنين حقا خاضعون للّه.2- إنّهم مسلّمون لأمر اللّه.3- إنّهم مطمئنون بوعود اللّه.و في كل صورة إشارة إلى واحدة من أعلىالصفات الإنسانية في المؤمنين التي ينعكسأثرها على كامل حياتهم! ..الطريف هنا أنّنا نقرأ
في حديث عن أبي أسامة قال: قلت لأبي عبداللّه عليه السّلام: إنّ عندنا رجلا يسمّى«كليبا» لا يجيء عنكم شيء إلّا قال: أناأسلّم، فسمّيناه: كليب تسليم، قال: فترحمعليه ثمّ قال «أ تدرون ما التسليم»؟فسكتنا فقال: هو و اللّه الإخبات،قول اللّه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُواإِلى رَبِّهِمْ «1».