امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و في الآية الأخرى بيان لحالة هذينالفريقين في مثال حيّ و واضح .. حال الأعمىو الأصم، و حال السميع و البصير، فتقولالآية: مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِكَالْأَعْمى وَ الْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَ السَّمِيعِ هَلْيَسْتَوِيانِ مَثَلًا ثمّ تعقب الآية أَفَلا تَذَكَّرُونَ؟! و كما هو معلوم في علم(المعاني و البيان)، فإنّه من أجل تجسيمالحقائق العقلية و توضيحها و تبييّنهالعامّة الناس تشبه المعقولات بالمحسوساتدائما.و القرآن الكريم اتبع هذه الطريقة بكثرة،و بيّن كثيرا من المسائل الدقيقة و ذاتالأهمية البالغة بأمثلة جليّة و أخّاذة، وبيّن حقائقها في أحسن صورة! البيان السابقمن هذا القبيل، لأنّ أحسن الوسائل التيلها أثرها في معرفة الحقائق الحسية فيعالم الطبيعة هي «العين و الأذن» و لذلك لايمكن أن يتصور أن أفرادا يولدون صمّا وعميانا يستطيعون أدراك مواضيع هذا العالمبصورة صحيحة، فهم يعيشون في عالم غامض ومجهول.كذلك حال منكري الوحي، فبسبب لجاجتهم وعدائهم للحق و وقوعهم أسرى بمخالب التعصبو الأنانية و عبادة الذات، فقدوا بصرهم وسمعهم للحقيقة البيّنة، فلا يستطيعونادراك الحقائق المرتبطة بعالم الغيب، وتأثير الإيمان، و التلذذ بعبادة اللّه، وعظمة التسليم لأمره.هؤلاء الأفراد يعيشون أبدا عميانا صمّافي ظلام مطبق و سكوت مميت .. في حين أنّالمؤمنين الصادقين يرون كل حركة بأعينبصيرة، و يسمعون كل صوت بآذان سميعة، وبالتوجه إلى طريقهم يكون مصيرهم«السعادة».