امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
تقول على لسان نوح: وَ يا قَوْمِ لاأَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا فأنا لاأطلب لقاء دعوتي مالا أو ثروة منكم، وإنّما جزائي و ثوابي على اللّه سبحانهالذي بعثني بالنّبوة و أمرني بدعوة خلقهإليه إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ.و هذا يوضح بصورة جيدة و بجلاء أنّني لاأبتغي هدفا ماديا من منهجي هذا، و لا أفكربغير الأجر المعنوي من اللّه سبحانه، و لايستطيع مدّع كاذب أن يتحمل الآلام والمخاطر دون أن يفكر بالربح و النفع.و هذا معيار و ميزان لمعرفة القادةالصادقين من غيرهم الذين يتحينون الفرص ويهدفون الى تأمين المنافع المادية في كلخطوة يخطونها سواء كان بشكل مباشر أو غيرمباشر.و يعقب نوح عليه السّلام بعد ذلك في ردّهعلى مقولة طرد المؤمنين به من الفقراء والشباب فيقول بصورة قاطعة: وَ ما أَنَابِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا لأنّهمسيلاقون ربّهم و يخاصمونني في الدارالآخرة إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ «1».ثمّ تختتم الآية ببيان نوح لقومه بأنّكمجاهلون وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماًتَجْهَلُونَ و أي جهل و عدم معرفة أعظم منأن تضيعوا مقياس الفضيلة و تبحثون عنها فيالثروة و المال الكثير و الجاه و المقامالظاهري، و تزعمون أنّ هؤلاء المؤمنينالعفاة الحفاة بعيدون عن اللّه و ساحةقدسه! هذا خطؤكم الكبير و عدم معرفتكم ودليل جهلكم.ثمّ أنتم تتصورون- بجهلكم- أن يكون النّبيمن الملائكة، في حين ينبغي أن يكون قائدالناس من جنسهم ليحسّ بحاجاتهم و يعرفمشاكلهم و آلامهم.و في الآية التي بعدها يقول لهم موضحا:إنّني لو طردت من حولي فمن ينصرني من عدلاللّه يوم القيامة و حتى في هذه الدنيا