امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
انتخاب أحسن الكيفيات.و في نهاية الآية ينذر اللّه نوحا أن لايشفع في قومه الظالمين، لأنّهم محكومعليهم بالعذاب و إن الغرق قد كتب عليهمحتما وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ.هذه الجملة تبين بوضوح أنّ الشفاعة لاتتيسر لكل شخص، بل للشفاعة شروطها، فإذالم تتوفر في أحد الأشخاص فلا يحق للنّبي أنيشفع له و يطلب من اللّه العفو لأجله (راجعالمجلد الأوّل من هذا التّفسير ذيل الآية48 من سورة البقرة).أمّا عن قوم نوح فكان عليهم أن يفكروا بجد-و لو لحظة واحدة- في دعوة النّبي نوح عليهالسّلام و يحتملوا على الأقل أن هذاالإصرار و هذه الدعوات المكررة كلها من«وحي اللّه» فتكون مسألة العذاب و الطوفانحتمية!! إلّا أنّهم واصلوا استهزاءهم وسخريتهم مرّة أخرى و هي عادة الأفرادالمستكبرين و المغرورين وَ يَصْنَعُالْفُلْكَ وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِمَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُقالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّانَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ.«الملأ» و الأشراف الراضون عن أنفسهميسخرون من المستضعفين في كل مكان، ويعدونهم أذلاء و حقراء لأنّهم لا قوّة لهمو لا ثروة!! و مضافا بل حتى أفكارهم و إنكانت سامية، و مذهبهم و إن كان ثابتا وراسخا، و أعمالهم و إن كانت عظيمة و جليلة.. كل ذلك في حساب «الملأ» حقير تافه ..! ولذلك لم ينفعهم الإنذار و النصيحة. فلا بدّأن تنهال أسواط العذاب الأليم على ظهورهميقال أن الملأ من قوم نوح و الأشراف كانواجماعات، و كل جماعة تختار نوعا من السخريةو الاستهزاء بنوح ليضحكوا و يفرحوا بذلكالاستهزاء! فمنهم من يقول: يا نوح، يبدو أندعوى النبوة لم تنفع و صرت نجارا آخرالأمر!