امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و كان ذلك عند ما تآمر مشركو مكّة علىاغتيال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمو قتله، و قد مرّ بيان ذلك في ذيل الآية (30)من سورة الأنفال بالتفصيل، حيث قرّروا بعدمداولات كثيرة أن يختاروا من كل قبيلة منقبائل العرب رجلا مسلّحا و يحاصروا دارالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلا، وأن يهجموا عليه الغداة و يحملوا عليه حملةرجل واحد فيقطعوه بسيوفهم.و لكن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّماطّلع- بأمر اللّه- على هذه المكيدة، فتهيأللخروج من (مكّة) و الهجرة إلى (المدينة)إلّا أنّه توجه نحو (غار ثور) الذي يقع جنوبمكّة و في الجهة المخالفة لجادة المدينة واختبأ فيه، و كان معه (أبو بكر) في هجرتههذه.و قد سعى الأعداء سعيا حثيثا للعثور علىالنّبي، إلّا أنّهم عادوا آيسين، و بعدثلاثة أيّام من اختباء النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم و صاحبه في الغار واطمئنانه من رجوع العدوّ توجه ليلا نحوالمدينة (في غير الطريق المطرّق) و بعدبضعة أيّام وصل صلّى الله عليه وآله وسلّمالمدينة سالما، و بدأت مرحلة جديدة منتأريخ الإسلام هناك.فالآية آنفة الذكر تشير إلى أشدّ اللحظاتحرجا في هذا السفر التاريخي، فتقول: إِذْأَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا و بالطبعفإنّهم لم يريدوا إخراجه بل أرادوا قتله،لكن لما كانت نتيجة المؤامرة خروج النّبيمن مكّة فرارا منهم، فقد نسبت الآيةإخراجه إليهم.ثمّ تقول: كان ذلك في حال هو ثانِيَاثْنَيْنِ.و هذا التعبير إشارة إلى أنّه لم يكن معهفي هذا السفر الشاق إلّا رجل واحد، و هوأبو بكر إِذْ هُما فِي الْغارِ أي غار ثور،فاضطرب أبو بكر و حزن فأخذ النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم يسرّي عنه، و كماتقول الآية: إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لاتَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنافَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُعَلَيْهِ وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْتَرَوْها.