امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
إزاء البركات الإلهية و السلامة و أن كلذلك سيكون مهيّأ و موفّرا لهم فلا ينبغيالحزن على شيء ..مضافا إلى ذلك فقد يأتي الحزن و الخوف منشيء آخر و هو الخوف على السلامة و الصحةبسبب المستنقعات و المياه الآسنة الباقيةمن آثار الطوفان التي تهدد حياتهم بالخطر،فاللّه سبحانه يطمئن نوحا و أصحابه أيضاأنّه لا خطر يهددهم، و أن الذي أرسلالطوفان لهلاك الطغاة قادر على أن يوفرمحيطا سالما مليئا بالخيرات و البركاتللمؤمنين كذلك.هذه الجملة القصيرة تشعرنا و تفهمنا أنالقرآن يهتم بالمسائل الدقيقة للغاية، ويعكسها في عبارات مضغوطة شائقة و أخّاذة!.كلمة «أمم» هي جمع «أمة» و هذا التعبيريدل على أن مع نوح طوائف من عباد اللّه وخلقه، كما يدل هذا التعبير على أنّالأفراد الذين هم مع نوح كل منهم سيكونسببا لوجود قبيلة و أمّة كبيرة، أو أنّهفعلا كان مع نوح أفراد من قبائل و أمممتعددة فيشكل مجموعهم أمما أيضا ..و يرد هذا الاحتمال أيضا، و هو أن الأممالتي كانت مع نوح تشمل مجموعة الحيواناتالمتعددة، لأنّ القرآن أطلق لفظ الأمّةعليها أيضا في مكان آخر من آياته، فنحننقرأ في سورة الأنعام الآية (38) وَ ما مِنْدَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍيَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌأَمْثالُكُمْ.فيتّضح بهذا أنّ نوحا و أصحابه هبطوا إلىالأرض بسلام ليجدوا بركات اللّه وليطمئنوا بالحياة الهانئة، كذلك الحالبالنسبة إلى الحيوانات التي كانت معهم فيالسفينة و هبطت إلى الأرض، فإنّ لطف اللّهشملها جميعا كذلك.ثمّ يضيف القرآن مخاطبا نوحا أنّه ستعقبالأمم التي معك أمم من نسلها، و لكن هذهالأمم ستغتر و تغفل عن نعم اللّه فتنالجزاءها من اللّه وَ أُمَمٌسَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْمِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ.