امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ يعود على أبي بكر،لأنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لميكن بحاجة إلى السكينة، فنزول السكينة إذنكان على صاحبه، أي أبي بكر.إلّا أنّه مع الالتفات إلى الجملة التيتليها وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْتَرَوْها و مع ملاحظة اتحاد المرجع فيالضمائر، يتّضح أن الضمير في «عليه» يعودعلى النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمأيضا، و من الخطأ أن نتصور بأنّ السكينةإنّما هي خاصّة في مواطن الحزن و الأسى، بلورد في القرآن- كثيرا- التعبير بنزولالسكينة على النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم و ذلك حين يواجه الشدائد و الصعاب، ومن ذلك ما جاء في الآية (26) من هذه السورةأيضا في شأن معركة حنين ثُمَّ أَنْزَلَاللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ.كما نقرأ في الآية (26) من سورة الفتح أيضافَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلىرَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ معأنّه لم يرد في الجمل و التعابير المتقدمةعلى هاتين الجملتين أي شيء من الحزن و ماإلى ذلك، و إنّما ورد التعبير عن مواجهةالصعاب و التواء الحوادث ...و على كل حال، فإنّ القرآن يدلّ أن نزولالسكينة إنّما يكون عند الشدائد، و ممّالا ريب فيه أنّ النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم كان يواجه اللحظات الصعبة و هو في(غار ثور)! و الأعجب من كل ما تقدم أن بعضاقال: بأنّ التعبير وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍلَمْ تَرَوْها يعود على أبي بكر. مع أنّجميع المحاور في هذه الآية تدور حول نصرةاللّه نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، والقرآن يريد أن يكشف أنّ النّبي ليس وحده،و إذا لم ينصره أحد من أصحابه و جماعته،فإنّ اللّه سينصره. فكيف يمكن لأحد أن يتركالشخص الذي تدور حوله بحوث الآية، و يتّجهنحو شخص ثانوي و تبعي في منظور الآية؟! وهذا يدلّ على أن التعصب بلغ حدّا بأصحابه،بحيث منعهم حتى من الالتفات إلى معنىالآية.