امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
القاهرة! ثمّ أنّ هود قال لقومه في آخركلامه معهم كما تحكيه الآية فَإِنْتَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ماأُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ.إشارة إلى أن لا يتصوروا أنّ هودا سيتراجعإن لم يستجيبوا لدعوته، فإنّه أدى واجبه ووظيفته، و أداء الواجب انتصار بحدّ ذاتهحتى لو لم تقبل دعوته، و هذا درس لجميعالقادة الحقيقيين و أئمة طريق الحق ألّايحسّوا أبدا بالتعب و القلق من أعمالهم، وإن لم يقبل الناس دعوتهم.و كما هدد القوم هودا، فإنّه هددهم بأشدمن تهديدهم، و قال: إن لم تستجيبوا لدعوتيفإنّ اللّه سيبيدكم في القريب العاجل وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ.هذه سنة اللّه في خلقه و قانونه العام،إنّه متى كان قوم غير لائقين لاستجابةالدّعوة و الهداية و النعم الأخرى التيأنعمها عليهم فإنّه سيبعدهم و يستخلف قومالائقين بمكانهم إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّشَيْءٍ حَفِيظٌ.فلا تفوته الفرصة، و لا يهمل أنبياءه ومحبيه، و لا يعزب عنه مثقال ذرة من حسابالآخرين بل هو عالم بكل شيء و قادر على كلشيء.