امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و العجيب أنّ عددا من «خيوط العنكبوت»المنسوجة على مدخل الغار كانت سببالانحراف فكر الأعداء الألداء، و أن يعودواقافلين آيسين بعد وصولهم إلى هذا الغار، وأن يسلم النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّممن كيدهم.فحيث أنّ بإمكان اللّه أن يغيّر مسيرالتأريخ، ببضعة خيوط من نسيج العنكبوت،فأية حاجة بهذا أو ذاك ليبدي كلّ معاذيره!!و في الحقيقة فإنّ جميع هذه الأوامر هيلتكامل المسلمين أنفسهم، لا لرفع الحاجةلدى اللّه سبحانه ... و تعقيبا على هذاالكلام يدعو المؤمنين جميعا مرّة أخرى-دعوة عامّة- نحو الجهاد و يعنف المتسامحينفيقول سبحانه: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا.«الخفاف» جمع الخفيف، «الثقال» جمعالثقيل، و لهاتين الكلمتين مفهوم شامليستوعب جميع حالات الإنسان. أي انفروا فيأية حالة كنتم شبابا أم شيوخا، متزوجين أمغير متزوجين، تعولون أحدا أم لا تعولون،أغنياء أم فقراء، مبتلين بشيء أم غيرمبتلين، أصحاب تجارة أو زراعة أم لستم منأولئك! فكيف ما كنتم فعليكم أن تستجيبوالدعوة الداعي إلى الجهاد، و أن تنصرفوا عنأيّ عمل شغلتم به، و تنهضوا مسرعين إلىساحات القتال، و في أيديكم السلاح.و ما قاله بعض المفسّرين من أنّ هاتينالكلمتين تعنيان مثلا واحدا ممّا ذكرناآنفا، لا دليل عليه أبدا، بل إنّ كل واحدممّا ذكرناه مصداق جلي لمفهومها الوسيع.ثمّ تضيف الآية قائلة: وَ جاهِدُوابِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ أي جهادامطلقا عاما من جميع الجهات، لأنّهم كانوايواجهون عدوّا قويّا مستكبرا، و لا يتحققالنصر إلّا بأن يجاهدوا بكل ما وسعهم منالمال و الأنفس.و لئلا يتوهّم أحد أنّ هذه التضحية يريدهااللّه لنفسه و لا تنفع أصحابها، فإنّالآية تضيف قائلة: ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْإِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.