امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
راضيا عن سلوكه هذا، بل و تشعر بالسرورالباطني، إلّا أنّك و لإثبات القبحالباطني للطرف المقابل تقول لصديقك: لم لاتركته يضربه على وجهه و يلطمه؟و هدفك من هذا البيان إنّما هو إثباتقساوة قلب هذا الظالم و نفاقه، الذي ورد فيثوب عتاب الصديق و ملامته من قبلك؟و هناك شبهة أخرى في تفسير الآية، و هيأنّه: ألم يكن النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم يعرف المنافقين حتى يقول له اللّهسبحانه: لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىيَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ؟و الجواب على هذا السؤال، هو:أوّلا: أنّ النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم لم يكن يعرف المنافقين و يعلم حالهمعن طريق العلم الظاهري، و لا يكفي علمالغيب للحكم في الموضوعات، بل ينبغي أنينكشف أمرهم عن طريق الأدلة المألوفة و(المعتادة).ثانيا: لم يكن الهدف الوحيد أن يعلمالنّبي حالهم فحسب، بل لعل الهدف كان أنيعلم المسلمون جميعا حالهم، و إن كانالخطاب موجّها للنّبيّ صلّى الله عليهوآله وسلّم.ثمّ يتناول القرآن أحد علامات المؤمنين والمنافقين، فيقول: لا يَسْتَأْذِنُكَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوابِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ.بل ينهضون مسرعين دون سأم أو ملل عند صدورالأمر بالجهاد و يدعوهم الإيمان باللّه واليوم الآخر و مسئولياتهم و إيمانهمبمحكمة القيامة، كلّ ذلك يدعوهم إلى هذاالطريق و يوصد بوجوههم الأعذار و الحججالواهية وَ اللَّهُ عَلِيمٌبِالْمُتَّقِينَ.ثمّ يضيف القرآن: إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.و يعقّب مؤكّدا عدم إيمانهم بالقول: وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِيرَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ.و بالرّغم من أنّ الصفات الواردة فيالآيات آنفا جاءت بصيغة الفعل المضارع،