امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و هناك كلام بين المفسّرين في المراد بـ«قيل اقعدوا» فمن هو القائل؟! أهو اللّهسبحانه، أم النّبي، أم باطنهم؟! الظاهرأنّه أمر تكويني نهض من باطنهم المظلم، وإنّه مقتضى عقيدتهم الفاسدة و أعمالهمالقبيحة، و كثيرا ما يرى أن مقتضى الحاليظهرونه في هيئة الأمر أو النهي. و يستفادمن الآية محل البحث أنّ لكلّ عمل ونيّةاقتضاء يبتلى به الإنسان شاء أم أبى، و ليسلكلّ أحد قابلية السير في سبيل اللّه وتحمّل الأعباء الكبرى، بل هو توفيق من قبلاللّه يوليه من يجد فيه طهارة النيّة والاستعداد و الإخلاص.و في الآية التالية إشارة إلى هذهالحقيقة، و هي أن عدم مساهمة مثل هؤلاءالأفراد في ساحة الجهاد ليس مدعاة للتأثرو الأسف فحسب، بل لعله مدعاة للسرور،لأنّهم لا ينفعونكم فحسب، بل سيكونونبنفاقهم و معنوياتهم المتزلزلة وانحرافهم الأخلاقي مصدرا لمشاكل أخرىجديدة.و الآية في الحقيقة تعطي درسا للمسلمين أنلا يكترثوا بكثرة المقاتلين أو قلّتهم وكميتهم و عددهم، بل عليهم أن يفكروا فياختيار المخلصين المؤمنين و إن كانواقلّة، فهذا درس لمسلمي الماضي و الحاضر والمستقبل.و تقول الآية: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ أيإلى تبوك للقتال ما زادُوكُمْ إِلَّاخَبالًا.«الخبال» بمعنى الاضطراب و التردد.و الخبل على زنة «الأجل» معناه الجنون.و الخبل على زنة «الطبل» معناه فسادالأعضاء.فبناء على ذلك فإنّ حضورهم بتلك الروحيّةالفاسدة المقرونة بالتردد و النفاق لا أثرله سوى إيجاد الشك و التردد و تثبيطالعزائم بين جنود الإسلام.و تضيف الآية قائلة: وَ لَأَوْضَعُواخِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ«1»