امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و الثّاني: أنّهم لا يَأْتُونَ الصَّلاةَإِلَّا وَ هُمْ كُسالى! ...العبارات المتقدمة في الوقت الذي تبيّنحال المنافقين في عدم النفع من أعمالهم،فهي في الحقيقة تبيّن علامة أخرى منعلائمهم في الوقت ذاته، و هي أن المؤمنينالواقعيين يمكن معرفتهم من نشاطهم عندأداء العبادة، و رغبتهم في الأعمالالصالحة التي تتجلى فيهم بإخلاصهم.كما يمكن معرفة حال المنافقين عن طريقكيفية أعمالهم، لأنّهم يؤدّون أعمالهمعادة دون رغبة و مكرهين، فكأنّما يساقونإلى عمل الخير سوقا.و بديهي أنّ أعمال الطائفة الأولى(المؤمنين) لما كانت تصدر عن قلوب تعشقاللّه مقرونة بالتحرق و اللهفة، فإنّ جميعالآداب و مقرراتها مرعية فيها. إلّا أنّالطائفة الثّانية لما كانت أعمالها تصدرعن إكراه و عدم رغبة، فهي ناقصّة لا روحفيها، و هكذا تكون البواعث المختلفة فيأعمال الطائفتين تظفي على الأعمال شكلينمختلفين.و في آخر الآية- من الآيات محل البحث-يتوجه الخطاب نحو النّبي قائلا: فَلاتُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لاأَوْلادُهُمْ.فهي و إن كانت نعمة بحسب الظاهر، إلّاأنّه إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُلِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِالدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ.و في الواقع فإنّهم يعذبون عن طريقين بسببهذه الأموال و الأولاد، أي القوةالاقتصادية و الإنسانية:فالأوّل: إنّ مثل هؤلاء الأبناء لا يكونونصالحين عادة، و مثل هذه الأموال لا بركةفيها، فيكونان مدعاة قلقهم و ألمهم فيالحياة الدنيا، إذ عليهم أن يسعوا ليلنهار من أجل أبنائهم الذين هم مدعاة أذاهمو قلقهم، و أن يجهدوا أنفسهم لحفظ أموالهمالتي اكتسبوها عن طريق الإثمّ و الحرام.