امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في صالح المعتذرين و المجتمع «1».

و من أجل أن لا يستغل المتتبعون لعيوبالناس ذلك، و لا يجعلون هذه الصفة وسيلةلتأكيد كلامهم، أضاف اللّه تعالى أنّالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يؤمنباللّه و يطيع أوامره، و يصغي إلى كلامالمؤمنين المخلصين، و يقبله و يرتب عليهالأثر، يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُلِلْمُؤْمِنِينَ، و هذا يعني أن النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم كان له طريقان وأسلوبان في عمله:

أحدهما: الحفاظ على الظاهر و الحيلولة دونهتك الأستار و فضح أسرار الناس.

و الثّاني: في مرحلة العمل، فقد كان صلّىالله عليه وآله وسلّم في البداية يسمع منكل أحد، و لا ينكر على أحد ظاهرا، أمّا فيالواقع العملي فإنّه لا يعتني و لا يقبلإلّا أوامر اللّه و اقتراحات و كلامالمؤمنين المخلصين، و القائد الواقعي يجبأن يكون كذلك فإن تأمين مصالح المجتمع لايتم إلّا عن هذا الطريق، لذلك عبر عنهبأنّه رحمة للمؤمنين وَ رَحْمَةٌلِلَّذِينَ آمَنُوا.

و يمكن أن يطرح هنا سؤال، و هو أننا نلاحظفي بعض الآيات التعبير عن النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم بأنّه رَحْمَةًلِلْعالَمِينَ، «2» لكننا نقرأ هنا أنّهرحمة للمؤمنين، فهل يتطابق ذلك العموم معهذا التخصيص؟

إلّا أنّنا إذا لا حظنا نقطة دقيقة سيتّضحجواب هذا السؤال، و هي أنّ للرحمة درجات ومراتب متعددة، فإحداها مرتبة (القابلية والاستعداد)، و الأخرى (الفعلية).

فمثلا: المطر رحمة إلهية، أي أنّ هذهالقابلية و اللياقة موجودة في كل قطراتالمطر، فهي منشأ الخير و البركة و النمو والحياة، لكن من المسلّم أنّ آثار هذه‏

(1) في الحقيقة، بناء على التّفسير الأوّلفإنّ أُذُنُ خَيْرٍ التي هي مضاف و مضافإليه من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة، وعلى التّفسير الثّاني فهي من قبيل إضافةالوصف إلى المفعول، فعلى الاحتمال الأوّليكون المعنى، إنّه إنسان يقبل الكلام و هوخير لكم، و على الاحتمال الثّاني فالمعنى:إنّه يسمع الكلام المفيد الذي ينفعكم، لاأنّه يسمع كل كلام.

(2) الأنبياء، 107.

/ 584