امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يتجه إلى كل ارتفاع على الأرض. لكن الأرضالتي يسير عليها هؤلاء خالية من أي ارتفاعسوى مرتفع أجسامهم، و من هنا فخطر الصاعقةيهددهم كل آن بتحويلهم إلى رماد! (أهميةهذا المثال تتضح لدى أهل الحجاز- حيثالصحارى المنبسطة- أكثر من وضوحها لدىأهالي المناطق الجبلية).نعم، هؤلاء حيارى مضطربون، لا يجدونطريقا يسلكونه، و لا دليلا يهتدون به، خطرصوت الرعد يهدّد أسماعهم، و نور البرقيكاد يذهب بأبصارهم وَ لَوْ شاءَ اللَّهُلَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْإِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ.المنافقون مثل هؤلاء المسافرين، يعيشونبين المؤمنين المتزايدين المتدفقينكالسيل الهادر و كالمطر الغزير، لكنهم لميتخذوا لهم ملجأ آمنا يقيهم من شر صاعقةالعقاب الإلهي.نهوض المسلمين بواجبهم الجهادي المسلحبوجه أعداء الإسلام، يشكل صواعق و حمماتنزل على رؤوس المنافقين. و تسنح أحيانالهؤلاء المنافقين فرصة للهداية و اليقظة،لكن هذه الفرصة لا تلبث طويلا، إذ تمرّ كمايمرّ نور البرق، و يعود الظلام يطبقعليهم، و يعودون إلى ضلالهم و حيرتهم.انتشار الإسلام بسرعة كالبرق الخاطف قدأذهلهم. و آيات القرآن التي تفضح أسرارهمصعقتهم، و في كل لحظة يحتملون أن تنزل آيةتكشف عن مكائدهم و نواياهم. و هذا ما تعبّرعنه الآية الكريمة: يَحْذَرُالْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَعَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمافِي قُلُوبِهِمْ، قُلِ اسْتَهْزِؤُاإِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ«1».و المنافقون خائفون أيضا أن يأذن اللّهبمحاربتهم، و أن يحثّ القوة الإسلاميةالمتصاعدة على مجابهتهم، لأنهم كانوايواجهون مثل هذه التهديدات القرآنية،