امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
زمنا مذاهب النصارى، و كان له طلابكثيرون، و لكنه كان ينظر إليّ من بينهمنظرة خاصة، و كانت كل مفاتيح البيت بيدي،إلّا مفتاحا واحدا لغرفة صغيرة، احتفظ بهعنده ....و في يوم اعتلّت صحة القسيس، فقال لي: قلللطلاب إني لا أستطيع التدريس اليوم.حينما جئت الطلاب وجدتهم منهمكين في نقاشحول معنى «فارقليطا» في السريانية، و«پريكلتوس» في اليونانية ... و استمر بينهمالنقاش، و كل كان يدلي برأيه ....بعد أن عدت إلى الأستاذ سألني عما كانيدور بين الطلاب، فأخبرته، فقال لي: و مارأيك؟قلت: اخترت الرأي الفلاني.قال القسيس: ما قصّرت في عملك، و لكن الحقّغير ذلك. لأن حقيقة هذا الأمر لا يعلمهاإلّا الراسخون في العلم، و قليل ما هم،أكثرت في الإلحاح عليه أن يوضح لي معنىالكلمة، فبكى بكاء مرّا و قال: لم أخف عليكشيئا ... إن لفهم معنى هذه الكلمة أثراكبيرا، و لكنه إن انتشر فسنتعرض للقتل! فإنعاهدتني أن لا تفشيه فسأخبرك ... فأقسمت بكلالمقدسات أن لا أذكر ذلك لأحد، فقال: إنهاسم من أسماء نبي المسلمين، و يعني «أحمد»و «محمّد».ثم أعطاني مفتاح الغرفة و قال: افتحالصندوق الفلاني، و هات الكتابين اللذينفيه، جئت إليه بالكتابين و كانا مكتوبينباليونانية و السريانية على جلد، و يعودانإلى عصر ما قبل الإسلام.الكتابان ترجما «فارقليطا» بمعنى أحمد ومحمّد، ثم أضاف الأستاذ: علماء النصارىكانوا مجمعين قبل ظهوره أن «فارقليطا»بمعنى «أحمد و محمّد»، و لكن بعد ظهورمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، غيّرواهذا المعنى حفظا لمكانتهم و رئاستهم وأوّلوه، و اخترعوا له معنى آخر لم يكن علىالإطلاق هدف صاحب الإنجيل.