امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
المغفور لهم، و في مثل هذه الحالة لا بدّأن تكون الشفاعة ذات تأثيرين، في الحطّ منالذنوب، و في علوّ المنزلة.أما الروايات التي تذهب إلى عدم حاجةالصالحين للشفاعة فهي تنفي ذلك النوع منالشفاعة الخاص بالمجرمين و المذنبين.و من جهة اخرى ذكرنا أن الشفاعة تعنيانضمام الفرد الأشرف و الأقوى إلى الفردالأضعف لمساعدة هذا الضعيف، و هذهالمساعدة قد تكون لزيادة نقاط القوّة، وقد تكون لإزالة نقاط الضعف.في الشفاعة التكوينية نشهد هذين اللونينمن الشاعة في مسيرة حركة التكامل و النمو،فإنّ الكائنات الأضعف تحتاج إلى عواملأقوى لإزالة عوامل التخريب تارة (كحاجةالنباتات إلى نور الشمس لإبادة الآفات)، وتارة اخرى لزيادة نقاط القوّة و سرعةالتطور (كحاجة النباتات إلى نور الشمس منأجل النموّ)، و هكذا الطالب يحتاج إلىالأستاذ لإصلاح أخطائه من جهة، و لزيادةمعلوماته من جهة اخرى.كل ذلك يدلّ على أن للشفاعة أثرين، و لاتقتصر على دائرة إزالة آثار الذنب و الإثم(تأمل بدقّة).ممّا تقدم نفهم أن التائبين بحاجة أيضاإلى الشفاعة مع علمنا بأن التوبة وحدهاكافية لغفران الذنوب، و ذلك لسببين:1- التائبون بحاجة إلى الشفاعة لزيادةمكانتهم المعنوية، و لتقدمهم في مضمارالتكامل و الارتقاء، و ان كان الغفرانيتحقق بالتوبة.2- ثمة خطأ وقع فيه كثيرون في فهم التوبة،إذ تصوروا أنّ التوبة من الذنب قادرة علىإرجاع الإنسان إلى حالة ما قبل ارتكابالذنب، بينما التوبة ليست- كما ذكرنا فيموضعه- سوى مرحلة أولى، إنها كالدواء الذييقطع عوارض المرض، و انقطاع العوارض لايعني عودة الإنسان إلى حالته الطبيعية، بليعني انتقاله إلى