امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
توفرت لدى رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم، و تؤكد أن المعرضين عن هذه الآياتالبينات أدركوا في الواقع حقّانيةالدعوة، لكنهم هبّوا للمعارضة مدفوعينبأغراضهم الشخصية: وَ لَقَدْ أَنْزَلْناإِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَ ما يَكْفُرُبِها إِلَّا الْفاسِقُونَ.التفكير في آيات القرآن ينير الطريق لكلطالب حق منصف، و بمطالعة هذه الآيات يمكنفهم صدق دعوة نبي الإسلام صلّى الله عليهوآله وسلّم، و عظمة القرآن.لكن هذه الحقيقة الواضحة لا يفهمها الذينانطفأ نور قلوبهم بسبب الذنوب، من هنا نرىالفاسقين الملوثين بالخطايا يعرضون عنالإيمان بالرسالة.ثم يتطرق القرآن إلى صفة مجموعة مناليهود، و هي صفة النكول و نقض العهود والمواثيق، و كأنها صفة تأريخية تلازمهمعلى مرّ العصور أَ وَ كُلَّما عاهَدُواعَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ، بَلْأَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ.لقد أخذ اللّه ميثاقهم في جانب الطور أنيعملوا بالتوراة لكنهم نقضوا الميثاق، وأخذ منهم الميثاق أن يؤمنوا بالنّبيالخاتم المذكور عندهم في التوراة فلميؤمنوا به.يهود «بني النضير» و «بني قريضة» عقدواالميثاق مع النّبي لدى هجرته المباركة إلىالمدينة أن لا يتواطؤوا مع أعدائه، لكنهمنقضوا العهد، و تعاونوا مع مشركي مكة فيحرب الأحزاب ضد المسلمين.و هذه الخصلة في هذا الفريق من اليهودنجدها اليوم متجسدة في الصهيونيةالعالمية التي تضع كل المواثيق و القراراتو المعاهدات الدولية تحت قدميها، متى ماتعرّضت مصالحها للخطر.الآية الأخيرة تؤكد بصراحة أكثر على هذاالموضوع: وَ لَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْعِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْنَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواالْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ.كان أحبار اليهود يبشرون النّاس قبلالبعثة النبوية بالرّسول الموعود