امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 1

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الاستفادة أيضا من تعليمات هاروت و ماروت:وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِبِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ «1».

هاروت و ماروت ملكان إلهيّان جاءا إلىالنّاس في وقت راج السحر بينهم و ابتلوابالسحرة و المشعوذين، و كان هدفهما تعليمالنّاس سبل إبطال السحر، و كما إن إحباطمفعول القنبلة يحتاج إلى فهم لطريقة فعلالقنبلة، كذلك كانت عملية إحباط السحرتتطلب تعليم النّاس اصول السحر، و لكنهماكانا يقرنان هذا التعليم بالتحذير منالسقوط في الفتنة بعد تعلم السحر وَ مايُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاإِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ.

و سقط أولئك اليهود في الفتنة، و توغلوافي انحرافهم، فزعموا أن قدرة سليمان لمتكن من النّبوة، بل من السحر و السحرة. وهذا هو دأب المنحرفين دائما، يحاولونتبرير انحرافاتهم باتهام العظماءبالانحراف.

هؤلاء القوم لم ينجحوا في هذا الاختبارالإلهي، فأخذوا العلم من الملكين واستغلّوه على طريق الإفساد لا الإصلاح،لكن قدرة اللّه فوق قدرتهم و فوق قدرة ماتعلموه: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما مايُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ، وَ ما هُمْ بِضارِّينَ بِهِمِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَ لايَنْفَعُهُمْ.

لقد تهافتوا على اقتناء هذا المتاعالدّنيوي و هم عالمون بأنه يصادر آخرتهموَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ مالَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ «2». لقدباعوا شخصيتهم الإنسانية بهذا المتاعالرخيص وَ لَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِأَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ.

لقد أضاعوا سعادتهم و سعادة مجتمعهم عنعلم و وعي، و غرقوا في مستنقع الكفر والانحراف وَ لَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِاللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ.

1- بعض المفسرين عطفوا جملة «ما أنزل» على«ما تتلوا» و على هذا الأساس فسرنا الآيةأعلاه، و بعضهم عطفوها على (السحر).

2- الخلاق يعني الخلق، و قد يعني الحظّ والنصيب و هذا هو معنى الكلمة في الآية.

/ 534