امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
اليهود و النصارى، و رأينا أن هذهالادعاءات الفارغة تستتبعها روح احتكاريةضيقة، ثم وقوع في التناقضات.تقول الآية: وَ قالَتِ الْيَهُودُلَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُعَلى شَيْءٍ.عبارة «ليست على شيء» تعني أن أفراد هذاالدين لا مكانة لهم و لا منزلة لدى اللّهسبحانه، أو تعني أن هذا الدين لا وزن له ولا قيمة.ثم تضيف الآية: وَ هُمْ يَتْلُونَالْكِتابَ.أي إنّ هؤلاء لديهم الكتاب الذي يستطيع أنينير لهم الطريق في هذه المسائل، و مع ذلكينطلقون في أحكامهم من التعصب و اللجاج والعناد!! ثم تقول الآية: كَذلِكَ قالَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَقَوْلِهِمْ.و هذه الآية الكريمة تجعل أقوال هذهالمجموعة من أهل الكتاب المتعصبين شبيهةبأقوال الجهلة من الوثنيين. بعبارة اخرى:هذه الآية تقرر أن المصدر الأساس للتعصبهو الجهل و البعد عن العلم، لأن الجاهلمطوّق بمحيطه المحدود، لا يقبل غيره، بلهو ملتصق بما ملأ ذهنه منذ صغره و إن كانخرافيا، و يرفض ما سواه.ثم اختتمت الآية بالتأكيد على أن الحقائقإن خفيت في هذه الدنيا، فهي لا تخفى فيالآخرة حيث تنكشف كل الأوراق: فَاللَّهُيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِفِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.و هذه الآية فيها أيضا تثبيت للقلوب وطمأنة للنفوس، فهي تؤكد للمسلمين أنالطوائف التي تجهزت لمحاربتهم لا تتميزبالانسجام و الوحدة، بل إن مجاميعها يكفّربعضهم بعضا، و الذي يجمع بينهم على الظاهرهو الجهل، و بالتالي التعصب الناشئ عن هذاالجهل.