امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
العقل و الانحراف عن الفطرة و فقدان الدينو الدنيا؟! ثم تضيف الآية: وَ لَقَدِاصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُفِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ.نعم، إبراهيم عليه السّلام اصطفاه اللّهفي الدنيا ليكون «الأسوة» و «القدوة»للصالحين.الآية التالية تؤكد على صفة اخرى من صفاتإبراهيم التي هي الواقع أساس بقية صفاتهالعظيمة و تقول: إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُأَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّالْعالَمِينَ.هذا الإنسان المتحرر من الانشداداتالوضيعة يسارع إلى التسليم التام حالسماعه نداء ربّه: «أسلم»، و لا يتوانى فيرفض كل أوهام زمانه القائمة على عبادةالنجوم و الشمس و القمر، فيتركها بعد أنرآها محكومة بالقوانين التي تسود الخليفةو يقول: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَلِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَالْمُشْرِكِينَ «1».مرّ بنا في الآيات السابقة أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام بعد بناء الكعبةطلبا من اللّه سبحانه أن يتقبل أعمالهما،ثم بعد ذلك طلبا أن يمنّ عليهما اللّهبنعمة التسليم لوجهه الكريم: رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ و مثل هذاطلباه لذريّتهما: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِناأُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ.ذلك لأن الخطوة الاولى في سموّ الشخصيةالإنسانية الطهر و الإخلاص، و من هنا أسلمإبراهيم عليه السّلام وجهه لربّه دونسواه، و لذلك عرف هو و دينه بهذا العنوان.حياة إبراهيم عليه السّلام بأجمعها كانتمفعمة بأعمال جسيمة نادرة، نضاله المريرضد المشركين، صموده الكبير في قلبالنيران، هذا الصمود الذي أثار إعجابنمرود الطاغية نفسه حيث راح يردد دون وعي:من اتخذ إلها فليتخذ إلها مثل إله إبراهيم«2».و كذلك إسكان الزوج و الطفل الرضيع في تلكالأرض الجافة القاحلة ...