امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أما «الكعبة» فكانت بالنسبة للمسلمين فيالمدينة تجاه الجنوب، و بين المشرق والمغرب، و في خط وسط.و هذا ما يفهم من عبارة «و كذلك»، و إن كانللمفسرين آراء اخرى في هذه العبارة لاتخلو من مناقشة.القرآن يؤكد أن المنهج الإسلامي في كلأبعاده- لا في بعد القبلة فقط- يقوم علىأساس التوازن و الاعتدال.و الهدف من ذلك لِتَكُونُوا شُهَداءَعَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُعَلَيْكُمْ شَهِيداً.و «شهادة» الأمّة المسلمة على النّاس، و«شهادة» النّبي على المسلمين، قد تكونإشارة إلى الأسوة و القدوة، لأن الشاهدينتخب من بين أزكى النّاس و أمثلهم.فيكون معنى هذا التعبير القرآني أنالأمّة المسلمة نموذجيّة بما عندها منعقيدة و منهج، كما أن النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم فرد نموذجيّ بين أبناءالامّة.الامّة المسلمة بعملها و بتطبيقها المنهجالإسلامي تشهد أن الإنسان بمقدوره أن يكونرجل دين و رجل دنيا ... أن يكون إنسانا يعيشفي خضم الأحداث الاجتماعية وفق معاييرروحية و معنوية. الامّة المسلمةبمعتقداتها و مناهجها تشهد بعدم وجود أيتناقض بين الدين و العلم، بل إن كلا منهمايخدم الآخر.ثم تشير الآية إلى واحد آخر من أسرارتغيير القبلة فتقول: وَ ما جَعَلْنَاالْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهاإِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُالرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلىعَقِبَيْهِ.الآية لم تقل: يتبعك، بل قالت: يَتَّبِعُالرَّسُولَ إشارة إلى أن هذا الإتباع إنماهو تسليم لأمر اللّه، و كل اعتراض إنما هوعصيان و تمرد على اللّه، و لا يصدر ذلكإلّا عن مشرك جاهلي.و عبارة مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلىعَقِبَيْهِ تعني في الأصل الرجوع على مؤخر