امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
بالحلال و بالطيّب.و «الحلال» ما أبيح تناوله، و الطيب ماطاب و وافق الطبع السليم، و يقابله«الخبيث» الذي يشمأز منه الإنسان.و «الخطوات» جمع «خطوة» و هي المرحلة التييقطعها الشيطان للوصول إلى هدفه و للتغريربالنّاس.عبارة لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِالشَّيْطانِ تكررت خمس مرات في القرآنالكريم، و كانت في موضعين بشأن الاستفادةمن الأطعمة و الرزق الإلهي. و هي تحذير مناستهلاك هذه النعم الإلهية في غير موضعها.و حثّ على الاستفادة منها على طريقالعبودية و الطاعة لا الفساد و الطغيان فيالأرض.النهي عن اتباع خطوات الشيطان في استثمارمواهب الطبيعة، توضحه آيات اخرى تنهى أيضاعن الإفساد في استثمار ما وهبه اللّهللناس، كقوله تعالى: كُلُوا وَ اشْرَبُوامِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِيالْأَرْضِ مُفْسِدِينَ «1»، و كقولهسبحانه كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مارَزَقْناكُمْ وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ «2».هذه المواهب و الإمكانات ينبغي أن تكونطاقة دافعة نحو الطاعة لا وسيلة لارتكابالذنوب.عبارة إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌتكررت في القرآن الكريم عشر مرات بعدالحديث عن الشيطان، كي تحفّز الإنسان، وتجعله متأهبا لمجابهة هذا العدوّ اللدودالظاهر.الآية التالية تؤكد على عداء الشيطان، وعلى هدفه المتمثل في شقاء الإنسان، و تقول:إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَىاللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ.منهج الشيطان يتلخص في ثلاثة أبعاد هي:السوء، و الفحشاء، و التّقول على اللّه.