امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
كانت تخاطب أحبار اليهود- لها مفهوم عام،لا يقتصر- كما ذكرنا مرارا- على سبب نزولها.فسبب النّزول- في الواقع- وسيلة لبيانالأحكام الكلية العامة، و مصداق من مصاديقالحكم الكلي للآية.فكل الذين يكتمون أحكام اللّه و ما يحتاجهالنّاس من حقائق طلبا للرّئاسة أو الثروة،قد ارتكبوا خيانة كبرى، و عليهم أن يعلمواأنهم باعوا حقيقة نفيسة بثمن بخس، و هيتجارة خاسرة.الآية الاولى تقول: إِنَّ الَّذِينَيَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَالْكِتابِ وَ يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناًقَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِيبُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ.هذه الهدايا و العطايا التي ينالونها منهذا الطريق نيران محرقة تدخل بطونهم. هذاالتعبير يوضح ضمنيا مسألة تجسيم الأعمالفي الآخرة و تدل على أن الأموال المكتسبةعن هذا الطريق المحرّم، هي في الواقعنيران تدخل في بطونهم و ستتجسّم بشكلواقعي في الآخرة.ثم تتعرض الآية إلى عقاب معنوي سينالهؤلاء أشدّ من العقاب المادي، و تقول: وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَالْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.و في موضع آخر ذكر القرآن مثل هذا اللون منالعقاب لأولئك الذين ينكثون عهد اللّه منأجل مصالح تافهة، فقال: إِنَّ الَّذِينَيَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَلا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لايُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا يَنْظُرُإِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لايُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ«1».يستفاد من هذه الآية و الآية التالية أنواحدة من أعظم المواهب الإلهية في الآخرةأن يكلم اللّه المؤمنين تلطفا بهم. أي إنالمؤمنين سينالون في الآخرة نفس المنزلةالتي نالها أنبياء اللّه في الدنيا، وسيلتذون بما التذ به الأنبياء من تكليمإلهي