امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
بين اليهود و النصارى، و كانت الأممالاخرى تصوم في أحزانها و مآسيها، فقد وردفي «قاموس الكتاب المقدس»: «الصوم بشكلعام و في جميع الأوقات كان متداولا فيأوقات الأحزان و النوائب بين جميع الطوائفو الملل و المذاهب» «1».و يظهر من التوراة أن موسى عليه السّلامصام أربعين يوما، فقد جاء فيها: «أقمت فيالجبل أربعين نهارا و أربعين ليلة لا آكلخبزا و لا أشرب ماء» «2».و كان اليهود يصومون لدى التوبة و التضرعإلى اللّه: «اليهود كانوا يصومون غالباحينما تتاح لهم الفرصة للإعراب عن عجزهم وتواضعهم أمام اللّه، ليعترفوا بذنوبهم عنطريق الصوم و التوبة، و ليحصلوا على رضاحضرة القدس الإلهي» «3».«الصوم الأعظم مع الكفارة كان على ما يبدوخاصا بيوم من أيام السنة بين طائفةاليهود، طبعا كانت هناك أيام اخرى مؤقتةللصوم بمناسبة ذكرى تخريب أورشليم وغيرها» «4».السيد المسيح عليه السّلام صام أيضاأربعين يوما كما يظهر من «الإنجيل»: «ثماصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرّب منإبليس فبعد ما صام أربعين نهارا و أربعينليلة جاع أخيرا» «5».و يبدو من نصوص إنجيل «لوقا» أن حواريّيالسيد المسيح صاموا أيضا».و جاء في قاموس الكتاب المقدس أيضا: «... منهنا كانت حياة الحوارييّن و المؤمنينمملوءة بالابتعاد عن اللذات و بالأتعاب وبالصوم» «7».بهذا نستطيع أن نجد في نصوص الكتب الدينيةالقديمة (حتى بعد تحريفها) شواهد على ماجاء في القرآن الكريم كَما كُتِبَ عَلَىالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ.