امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
من جهة- باحتضان كلّ من يظهر الإسلام وبالامتناع عن تفتيش عقائد الأفراد، ومسئولون- من جهة اخرى- عن الحذر من مؤامراتالمنافقين و تحركاتهم المشبوهة التييستهدفون منها الوقوف بوجه الرسالة، و إناتخذت هذه التحركات صفة إسلامية ظاهرية.المنافقون يظنون أنهم بعملهم هذايستطيعون أن يخدعوا المسلمين و يمررواعليهم مؤامراتهم، بينما هؤلاء يخدعونأنفسهم.التعبير القرآني يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا يوضّح مفهوما دقيقا،فكلمة يخادعون تعني الخداع المشترك منالطرفين، و تبين أن هؤلاء المنافقين كانوايعتقدون- لعمى بصيرتهم- أنّ النّبي خدّاعتوسّل بالدين و النبوّة و جمع حوله السذّجمن النّاس ليكون له حكم و سلطان، و من هناراح المنافقين يتوسلون بخدعة لمقابلةخدعة النّبي! فالتعبير القرآني المذكوريوضّح إذن لجوء المنافقين إلى الخدعة، ويبين كذلك نظرة هؤلاء الخاطئة إلى النّبيالأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم.ثم تردّ الآية الكريمة على هؤلاء و تقول:وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْوَ ما يَشْعُرُونَ، فالفعل «يخدعون»يوضّح أنّ الخداع من جانب المنافقين فقط،و تؤكد الآية أيضا أنهم يخدعون أنفسهم دونأن يشعروا، لأنهم يبددون. بأفعالهم هذهطاقاتهم العظيمة على طريق الانحراف، ويحرمون أنفسهم من السعادة التي رسم اللّهطريقها لهم، و يغادرون الدنيا و هم صفراليدين من كل خير، مثقلون بأنواع الذنوب والآثام.لا يمكن لأحد أن يخدع اللّه طبعا لأنهسبحانه عالم بالجهر و ما يخفى، و تعبير«يخادعون اللّه» إمّا أن يكون المقصود بهيخادعون الرّسول و المؤمنين، لأن من يخدعالرّسول و المؤمنين فكأنه خدع اللّه (فيالقرآن مواضع كثيرة عظم فيها اللّه رسولهو المؤمنين إذ قرن اسمهم باسمه). و إمّا أنيكون نقص العقل و سوء الفهم قد بلغبالمنافقين حدا تصوروا معه أنهم قادرونعلى أن يخفوا على اللّه شيئا من