امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و مواهب عالم الطبيعة، ثم قيادةالأنبياء، جمع يربحون و يفوزون و يسعدون،و جمع لا يجنون ربحا، بل أكثر من ذلكيفقدون رأس مالهم، و يفلسون بكل ما لهذهالكلمة من معنى. المجاهدون في سبيل اللّهمن أفراد الجمع الأول، و يقول عنهم اللّهتعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواهَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍتُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ؟تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِبِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ «1».و المنافقون من أبرز نماذج الجمع الثاني،فبعد أن يذكر القرآن أعمالهم التخريبيةالمتلبسة بظاهر الإصلاح و التعقّل يقولعنهم: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاالضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْتِجارَتُهُمْ وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ.كان بمقدور هؤلاء أن ينتخبوا أفضل طريقلحياتهم، لأنهم كانوا يعيشون إلى جانبينبوع الوحي الصافي، و في جوّ مفعم بالصدقو الإخلاص و الإيمان. لكنهم فوّتوا علىأنفسهم هذه الفرصة الفريدة العظيمة، وأضاعوا ما وهبهم اللّه من هداية فطرية فيذواتهم، و من هداية تشريعية في إطار نورالوحي، و اشتروا الضلالة و سلكوا طريقاخالوا أنهم يستطيعون به أن يقضوا علىالدعوة و يصلوا إلى مآربهم الخبيثة.و كان في هذه المقايضة الخاطئة خسارتان:الاولى: ضياع ثرواتهم المادية و المعنوية.و الثانية: فشلهم في تحقيق أهدافهمالمشؤومة. فالإسلام سرعان ما ضرب بجرانهفي أرجاء الأرض فاضحا خطط المنافقين.