طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وهكذا فإن لكل منا أن يقرر مصيره بيده. وماأكثر أولئك الذين يدفعهم الكسل وحب الذاتإلى التقصير في إداء الواجبات الاجتماعيةاللازمة، ثم ينسبون الشقاء الذي يلاقونهإلى القضاء والقدر، في حين أنهم كانوايملكون الحرية الكاملة، ولم يستغلوا هذهالحرية استغلالاً حسناً بل أساؤا التصرفإليها وجلبوا الشقاء لأنفسهم!!.إن الله تعالى يقرر في القرآن الكريم أنالذين يرثون الأرض ولهم الحق في أن يقودوابزمامها هم الرجال الصالحون فقط:«ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنالأرض يرثها عبادي الصالحون» (1).والعباد الصالحون هم الذين وصلوا إلىجميع مدارج الكمال المادي والمعنوي بفضلالايمان والعلم. وفي ظل الفضائل الخلقيةوالملكات الطاهرة ونتيجة الجهد والجد...وبذلك صاروا يستحقون إسم الانسان الحقيقي.إن القضاء الحتمي والذي لا يقبل التخلف فيهؤلاء الرجال الصالحين هو أن يرثوا حكومةالأرض ولكن الوصول إلى مقام الصلاحواستحقاق تلك الدرجة (قدر) إختياري يتعلقبه ذلك القضاء الحتمي... وهؤلاء هم الذينيتمكنون أن يتبعوا النبي (صلى الله عليهوآله وسلم) بإرادتهم واختيارهم ويصلوا إلىالمقام الذين يستحقون معه وراثة الأرض.وهم الذين إن استغلوا حريتهم التي وهبهاالله إياهم استغلالاً سيئاً هووا إلى هوةسحيقة من الجهل والالحاد والفساد والكسلوالأنانية.نستنتج مما سبق أن العالم كله يدار بواسطةالقضاء والقدر. أي أن السنن الآلهية هيالتي تحكم في هذا الكون. وكذلك الأمور التيترتبط بالإنسان. فانها خاضعة للقضاءوالقدر، غاية ما هناك أن جانباً من القضاءوالقدر المتعلق بالبشر يكون مصيراًحتمياً لا أثر لاختيارنا وإرادتنا فيهكدقات