طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
«ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إن أخرج قومكمن الظلمات إلى النور، وذكرهم بأيام الله»(1).إن أيام الله هي أيام الخلقة والفطرة،أيام الايمان والفضيلة، فكان على النبيموسى (ع) أن يذكر الناس بتلك الأيامويعلمهم نعمة الهداية الالهية التي كانتموجودة فيهم منذ اليوم الأول. فأنتم الذينتسعدون إن اتبعتم أوامر الالهام الالهي،وتشقون وتعذبون إن خالفتم تلك الأوامر.إن الوجدان الأخلاقي ثروة إنسانية كبيرةلتحقيق السعادة، فبالامكان وقاية الناسمن الجرائم والمخالفات بإحياء الوجدانالأخلاقي فيهم، وبذلك يمكن هدايتهم إلىالطريق المستقيم.ولأجل التأكيد على ما نقول، نسوق الحادثةالتاريخية التالية شاهداً على ذلك:«قال: سمعت غلاماً بالمدينة وهو يقول: ياأحكم الحاكمين، أحكم بيني وبين أمي. فقالله عمر بن الخطاب: يا غلام لم تدع على أمك ؟فقال: يا أمير المؤمنين أنها حملتني فيبطنها تسعاً وأرضعتني حولين كاملين فلماترعرعت وعرفت الخير من الشر، ويميني منشمالي طردتني وانتفت مني وزعمت أنها لاتعرفني. فقال عمر: أين تكون الوالدة ؟ قال:في سقيفة بني فلان. فقال عمر: علي بأمالغلام. فأتوا بها مع أربعة اخوة لها.وأربعين قسامة يشهدون لها أنها لا تعرفالصبي، وإن هذا الغلام مدع ظلوم غشوم يريدأن يفضحها في عشيرتها، وأن هذه جارية منقريش لم تتزوج قط، لأنها بختام ربها، فقالعمر: يا غلام ما تقول ؟ فقال: يا أميرالمؤمنين هذه والله أمي، حملتني في بطنهاتسعاً وأرضعتني حولين كاملين، فلماترعرعت وعرفت الخير والشر، ويميني منشمالي طردتني وانتفت مني وزعمت أنها لاتعرفني، فقال عمر: يا هذه ما يقول الغلام ؟فقالت: يا أمير المؤمنين والذي احتجببالنور فلا عين تراه، وحق محمد وما ولد ماأعرفه ولا أدري من أي الناس هو، وإنه غلام