طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ومن هنا يظهر أن الذين كانوا يبحثون عنالسعادة البشرية في الكمالات الروحيةومحق الغرائز الجسدية وكبتها، وقعوا فيخطأ فادح فقد أهملوا حق نصف من وجودالانسان.وكذلك الذين يرون اليوم انحصار سعادةالبشر في تقويم الاقتصاد أو اللذة والشهوةوإهمال الجانب المعنوي فيه. فإنهم خاطئونجداً.إن الانسان يتكون من جسد وروح، وعليهفهناك نوعان من الرغبات في داخله: الرغباتالمادية والميول المعنوية. فمن أخل برغبةمن الرغبات الفطرية عند الانسان، فإنه يخلبالسعادة الانسانية بنسبة ما أهمل منرغباته. إن السعادة البشرية شأنها شأنشجرة باسقة تحمل آلاف الأغصان فبعضهايرتبط بالجانب المعنوي والروحي منالانسان، وبعضها يرتبط بالجانب الماديمنه، والسعادة الحقيقية إنما تكون لمنتظله هذه الشجرة الطيبة بجميع غصونهاوفروعها، وتحيا فيه جميع الرغباتالظاهرية والباطنية.إن التعاليم الاسلامية تستند إلىالفطرة... الفطرة المودعة من قبل الله فيخلق كل فرد، والتي لا تتغير ولا تتبدلأصلاً:«فأقم وجهك للدين حنيفاً، فطرة الله التيفطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلكالدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون»(1).فالاسلام هو الدين القيم... والمنهجالرصين الذي يماشي قانون الفطرة والخلقة.ولهذا فإن النجاح الأكيد سيكون للاسلام،وإنه سينتصر على المذاهب والمبادىءالأخرى بحكم الجبرية التاريخية شاءأعداؤه أم أبوا:«هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقليظهره على الدين كله ولو كره المشركون»(2).