طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وجاشت به العواطف للشكوى من تفريط أخبهفقال: «أشكو إليك عاصم أبن زياد قال: وما له؟ قال: لبس العباء وتخلى من الدنيا. قال:علي به!».وبعد أن أحضر عاصم بين يدي الامام وبخهقائلاً: «يا عدي نفسه (1)، لقد استهام بكالخبيث، أما رحمت أهلك وولدك ؟ أترى اللهأحل لك الطيبات، وهو يكره أن تأخذها ؟ أنتأهون على الله من ذلك...».من خلال سرد هذه الحادثة التاريخية يتضحمدى استقامة المنهج الاسلامي الذي نطق بهالامام أمير المؤمنين (ع)، وهو يعبر عننظرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحكمالله عز وجل... لكن بقيت في نفس عاصم بن زيادمشكلة لم يجد لها حلاً، وهي كيفية التوفيقبين كلام الامام (ع) وعمله، حيث قد زهد فيالدنيا وترك الملاذ، فجاشت عواطفه وماأسرع أن قال:«... يا أمير المؤمنين: هذا أنت في خشونةملبسك، وجشوبة مأكلك ؟! قال: إني لست كأنت...إن الله فرض على أئمة الحق أن يقدرواأنفسهم بضعة الناس، كي لا يتبيغ بالفقيرفقره...» (2).هذه هي خلاصة سريعة لعرض الآراء المختلفةـ قديمها وحديثها ـ حول تحقيق سعادةالانسان وقياسها بتعاليم الاسلام العظيمةوحلوله الشافية...على أن من الضروري أن نعلم: أن الأسسالأولى لسعادة الانسان إنما تخطط في رحمالأم. وإن التحقيقات العلمية الدقيقةأثبتت: إن العالم الرحم دوراً مهماً فيتقرير سعادة الانسان أو شقائه، ولهذافسنحاول أن نتكلم بشيء من التفصيل عن هذاالدور في المحاضرة القادمة إن شاء الله.