شرح نهج البلاغه نسخه متنی

قوله خلق الخلق من غير تمثيل، انما خلق الله، تعالى، الخلق بلا مثال، لانه عالم بكل معلوم مفصلا، و لا يستحيل ان يحدث العالم الازلى فعلا محكما بلا مثال.

و ليس يجوز ان يكون للحق امثله متقدمه، لانه لا يخلوا اما ان يكون للمثال نهايه، حتى يصح من الله، تعالى احكام الفعل اقتداء بالمثال، فيكون المثال قديما، او يحدث مبادى افعاله غير محكمه، ثم يصير مثالا فى لواحق افعاله.

فيكون الاوايل خارجه على الاحكام جاريه على التبخيت، و هذا يناقض الحكمه.

و اما ان يتعذر عليه احكام الافعال اصلا، و ذل
ك يقتضى ابطال كونه عالما.

فلذلك قال اميرالمومنين، عليه السلام: خلق الخلق على غير تمثيل و لا مشوره مشير.

و هذا رد على من زعم من المتكلمين ان الله، تعالى، متصور للاشياء.

فان الله، تعالى، منزه.

(عن التصور، فان التصور من اقسام العلم البشرى، و الله، تعالى، منزه) عن العلم البشرى.

قوله: فتم خلقه بامره، تكلمناه قبل فى حقيقه الخلق و الامر، على قانون الحكمه.

فان الخلق عندهم مشترك.

يقال: حلق لا فاده وجود كيف كان، ويقال: خلق لافاده وجود حاصل عن ماده و صوره كيف كان.

و يقال: خلق لهذا المعنى الثانى بعد ان يكون لم يتقدمه وجود ما بالقوه، لتلازم الماده و الصوره فى الوجود.

و قال بعض (126 پ) المتكلمين: اى تم ما اراد من خلق السموات و الارض و ما اسكنهما من الجماد و الحيوان، حتى قام الخلق الذى هو اصول لما ياتى من بعد، فاراد بالخلق هذه الاصول و القواعد من كل جنس و نوع.

و قال الامام الوبرى: تم خلقه، اى كل شى ء خلقه على تمام ما يصلح له منقاد غير ممتنع من امضاء امره فيه.

و الامر القضاء فى قوله: يدبر الامر من السماء الى الارض.

و الامر القيامه فى قوله، تعالى،: اتى امر الله.

و الامر الذى فى قوله: و ظهر امر الله، اى دين الله.

و الامر العذ
اب فى قوله: و قال الشيطن لما قضى الامر.

و مصير جميع هذه الامور الى الله فى قوله: الا الى الله تصير الامور.