شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فسبحن البارى لكل شى ء على غير مثال خلا من غيره.قال الامام الوبرى: هذا بيان واضح ان ما احكمه و اتقنه من افعاله لا يجوز اختراعه من غير علم به فى حال عدمه، و لا يصح الاحتذاء فيه بمثال من جهته لحاجه المثال الى كونه عالما.و لو لم يكن عالما بالمعدوم مفصلا، فيجب ان تكون ذلك المثال من فعل غيره حتى يحتذى هو به، فيكون فعله علما، و ذلك الغير لابد من ان يكون عالما لنفسه.فان كان يكفى فى احكام الافعال، وجب ان يستغنى هو، تعالى، عن ذلك الغير.و ان لم يكف فى احكام الافعال، انسد باب الاحكام.و لا يقال فى جميع الافعال، و ذلك بخلاف المعقول، فلابد من امثله لا نهايه لها، و اثبات فاعلين لا نهايه لهم، لكل فاعل مثال من جهه غيره.و قد نبه على هذا بقوله حيث قال: على غير مثال خلا من غيره.لان اثبات المثال من جهته متعذر، فلا بد من فاعل سواه يفعل المثال.و ليس الواحد باولى مما لا نهايه له، و ذلك محال لا يخفى.و (خلا) بمعنى (مضى) فى قول الله، تعالى، و ان من قريه الا خلا فيها نذير، اى مضى.اما وصف الخفاش فى كتاب الخصائص ان من شد على مرفقه راس الخفاش سهر.و لو علق الخفاش، (127 ر) و هو حى من شجره، طرد الجراد عن تلك القريه.و خ
لقه الخفاش خلقه عجيبه من خلقه الطير و ذوات الاربع.و هو الى ذوات الاربع اقرب، و ذلك انه ذو اذنين ناشرين و اسنان و وبر.و هو يلد اولادا يرضع و يبول و يمشى اذا مشى على اربع.و فى الخفاش منافع مذكوره فى كتب الطب.و ذبلها مستعمل فى الاكحال.سمى اميرالمومنين، عليه السلام، خلقه عجيبه.و قال بعض الحكماء كونوا خفافيش لا تبرز (وا) نهارا، فخير الطيور خفافيشها.و قيل فى ذلك: ان الخفاش يطلب المنزل المتوسط بين النور و الظلمه.و كذلك الموحد يطلب المنزل المتوسط بين التعطيل و التشبيه.فالنهار يشبه التشبيه.و شبه الليل بالتعطيل: و ليس للخفاش صوره الطيور، و يحصل منه الطيران.فذلك يجب للانسان، و ان لم يكن له صوره الملائكه، ان يتخلق باخلاق الملائكه، فى قوله، تعالى: لا يعصون الله ما امرهم، و يفعلون ما يومرون.