شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و قال بعض العلماء: السموات و الارضون وجدت، و لم يكن قبل وجودها قبل و لا بعد، حتى يقال لم لم يوجد قبل ذلك.فان القبليه و البعديه عارضتان من عوارض الزمان.و الزمان يوجد الابعد وجود الاجسام.فكما لا يجوز ان يكون قبل وجود الاجسام فوق و لا تحت، لانهما عارضتان من عوارض المكان، فكذلك لا يجوز ان يكون قبل وجود الاجسام قبل و لا بعد.لان ذلك موقوف الوجود على وجود الزمان، و الزمان موقوف الوجود على وجود الحركه، و الحركه موقوفه الوجود على وجود الاجسام.قوله: و لو لا اقرار هن بالربوبيه، المعنى لو امتنع عليه خلق من خلقه، و استصعب على مراده، فلم يقدر على امضاء امره فيه، لما قدر ان يتصرب فيه على اى وجه كان، بان يجعله موضعا للعرش و لا للملائكه، فاراد بقوله: لو لا اذعانهن، اى قبولهن لما يحدث الله فيهن من انواع افعاله.فاذا قدر على تصريف الخلق فى وجه، قدر على تصريفه فى جميع الوجوه،
لان القادر على شى ء يحدثه (147 پ) على وجه، قادر على ان يحدثه على ان وجه يصح ان يكون عليه بالفاعل.و قالت الفلاسفه السماء حيوان مطيع لله تعالى.قوله: جعل نجومها اعلاما يستدل بها الحيران، بين ان فائده علم النجوم، انما هى الاهتداء بها فى ظلمات البر و البحر فحسب.قوله: لم يمنع ضوء نورها اد لهمام سجف الليل المظلم، قال الامام الوبرى.انما لم يصح من الظلمه ان يمانع نور الكواكب، لان الله، تعالى، قادر على ان يزيد فى قدر انواعها على قدر اجزاء الظلمه.و انما يكون الشى ء مانعا لغيره لكثره اجزائه.ففى اى جانب حصلت الكثره، صار الجانب الاخر مغلوبا.(قوله:) السفع المتجاوزات، السفع الاثافى و آثار الدار.قوله: ما يتجلجل به الرعد فى افق السماء، الجلجله صوت الرعد.و الجلجل السحاب الذى فيه صوت الرعد.قوله: لا يخلق بعلاج، اى بمزاوله، يقال: عالجت الرجل، اذا زاولته.قوله: بل ان كنت صادقا ايها المتكلف لوصف ربك، قال الامام الوبرى: و هذا تنبيه على الدلاله على وحدانيه الله، تعالى، لانه اذا قدر ان يتصرف فى جنس واحد فيخالف بين اشكاله و هياته، حتى يكون بعض الاجسام مرئيا مدركا بالمماسه، و بعضها يتعذر فيه الادراك، حتى ينزل منزله ما ليس بمدرك فى نفسه، دل على ذلك على انه يكون مشبها للاشياء.و قال بعض الحكماء: من عجز عن وصف الملائكه و معرفه حقائقهم، فهو عن معرفه كنه عظمه الله اعجز.قوله: اين العمالقه، هم اولاد عملاق بن لوه بن سام بن نوح و اخوه جديس.ولكن اسم العمالقه وقع على اولاد عاد و ثمود، و اولاد جديس و اولاد صحار و اولاد وبار.فهولاء العرب العمالقه الذين انقرضوا عن آخرهم.و كان منزل عاد اليمن، و منزل ثمود ما بين الحجاز الى الشام، و منزل طسم نحو عمان و البحرين، و منزل جديس اليمامه (148 ر) و منزل صحار تهامه و الحجاز، و منزل جاسم فى حد سفوان، و منزل وبار رمل عالج.و ذكرت تلك التفاصيل فى كتابى المعنون بمجامع الامثال.(قوله:) اين الفراعنه، فرعون اسم حيوان مائى.و الفراعنه القاب ملوك القبط، منهم سنان بن الاشد بن علوان بن عبيد بن عوج بن عمليق، و هو فرعون يوسف، عليه السلام.و (الديان بن) الوليد بن مصعب بن ابى اهون بن العلوان بن قاران بن عمرو بن عمليق، و هو فرعون موسى، عليه السلام.و النماره القاب ملوك السريانتين واحدهم نمرود، منهم نمرود بن كنعان بن حام بن نوح، و هو صاحب ابراهيم، عليه السلام.و نمرود بن كوس بن كنعان بن حام، صاحب النسور، و نمرود بن ماشى بن نوح، و نمرود بن ساروغ بن ارغو، و نمرود بن كنعان بن المصاص بن يقطان بن عنتر بن ارفخشد بن سام بن نوح.قوله: اين اصحاب الرس، ق
ال الله، تعالى: كذبت قبلهم قوم نوح و اصحاب الرس.و قال فى قصه اصحاب الرس: فكان من قريه اهلكتها و هى ظالمه فهى خاويه على عروشها و بئر معطله و قصر مشيد.و قصه اصحاب الرس انه كان فى المغارات سبعه آلاف رجل مع المواشى و البهائم و الانعام، فوصلو الى مغاره هواوها سجج و فضائها ابلج، و لم يكن فيها ماء، فحفروا حفره، فنبع منها الماء، فشربوا منه، فكان ماء عذبا.و كان فى حوالى الحفره رمله مرداء.فدبر زعيمهم و استخرج الجص و الجلو، و حفروا بواسطه الجلو بئرا، ففارت البئر و جرى الماء من شفا البئر.و استسقى من هذا البئر سبعه آلاف رجل مع المواشى و الحيوانات، و امداد النز متواتره.فنبى زعيمهم على اكمه من تلك الوادى من الطابق و الصاروج قصرا مشيدا، و تحصن به.و هو اول من تحصن بالقلاع و الحصون و القصور.فارسل الله اليهم حبقوق النبى الذى هو مذكور فى (148 پ) دعاء الاستفتاح.و قيل: نبيهم حنظله بن صفوان، و هذا اصح.و اصحاب الرس كانوا يعبدون هذا البئر يسجدون على شفير هذا البئر تعظيما للبئر، و طغوا فى البلاد، و اكثروا الفساد، فعصوا الرسول، و زجروه و قتلوه.فباتوا ليله، فلما اصبحوا صار مائهم غورا.كما قال الله، تعالى: و بئر معطله، و صارت
البئر معطله لا ماء فيها الى يوم القيمه.و ماتت مواشيهم بياض يومهم هذا، و ارسل الله، تعالى، جبرئيل حتى صاح و اهلكهم بصيحه واحده، فماتوا بقضهم و قضيضهم.و قيل: ان اصحاب الرس كانوا قبل نوح النبى، عليه السلام.و قيل: كانوا بعده.و الله اعلم.قوله اين الذين ساروا بالجيوش و هزموا بالالوف، و عسكروا العساكر و مدنوا المدائن، عنى به الفيشداديه من ملوك الفرس و الكيانيه.- (و الكيانيه) بلغه الفرس الجبابره- و الاشكانيه و الاكاسره.و من ملوك اليمن التبابعه و الاذواء، و من ملوك اليمن اللخميون، ثم المالكيه.ابناء ملك بن فهم، ثم البطالسه ملوك الروم و يونان.و قلب كل واحد منهم بطلميوس.قوله ضرب بعسيب ذنبه، عسيب الذنب منبته من الجلد و العظم.قوله: و الصق الارض بجرانه، و جران البعير مقدم عنقه من مذبحه الى منحره.قوله: ادبر من الدنيا ما كان مقبلا، و اقبل منها ما كان مدبرا، تقدم شرحه قبل ذلك.قوله: خليفه من خلائف انبيائه، قيل: الخليفه من يتولى امضاء الامر عن الامر، و قيل سمى الخليفه خليفه، لانه يخلف الذاهب، يجى بعده.و فى كتاب الصحاح الخليفه السلطان الاعظم، و الجمع الخلايف، مثل كريمه و كرائم، و يجمع على خلفاء من اجل انه لا يقع الا على مذكر، و فيه الهاء، جمعت على اسقاط الهاء، و صار مثل ظريف و ظرفاء، لان فعيله لا يجتمع على فعلاء.و حدثنى الامام على بن محمود النصر ابادى، قال: حدثنى الامام على بن احمد الواحدى، قال حدثنى ابواسحق (149 ر) احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبى، قال حدثنا عبيدالله بن حامد بن محمد، قال اخبرنا احمد بن محمد بن يوسف، قال: اخبرنا يعقوب بن سفيان الصغير، قال: اخبرنا يعقوب بن سفيان الكبير، قال اخبرنا ابن ابى مريم، قال اخبرنا نعيم بن حماد، قال اخبرنا هشيم و محمد بن يزيد عن العوام بن حوشب، قال حدثنى شيخ من بنى اسد، قال سال عمر بن الخطاب طلحه و الزبير و سلمان الفارسى عن الف
رق بين الخليفه، و الملك، فقال سلمان الفارسى: الخليفه الذى يعدل فى الرعيه، و يقسم بينهم بالسويه، و يشفق عليهم شفقه الرجل على اهله و يقضى بكتاب الله، تعالى.ثم قال اميرالمومنين: اين عمار، اى عمار بن ياسر، و اين التيهان، هو ابوالهيثم بن التيهان الانصارى صاحب رسول الله، عليه السلام، و ذوالشهادتين خزيمه بن ثابت صاحب رسول الله، صلى الله عليه و آله، كانت شهادته مثل الشهادتين عند رسول الله، صلى الله عليه و آله.قال و ابرد بروسهم الى الفجره،- يقال: صاحب البريد قد ابرد الى امير فهو مبرد.