شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و كذلك الصوم، ان صام بثلاثه ايام من كل شهر، تلقاه القبول من الله، تعالى، و ان صام اكثر من ذلك، فهو الموسع فى اقصاه.قوله: و فرض الله عليكم حج بيته، و يروى (عليهم) الى آخر هذا الكلام.يالهون اليه، اى يفزعون.المطيف هاهنا بمعنى الطائف، و المطيف ايضا الملم النازل بقوم.اعلم ان الله، تعالى، جعل اختلاف القبله سمات اهل الاديان، و اعلاما يوقف بها على انتحال المصلى الى نحله لزمها من النحل الخمس، و لذلك قال: و لكل وجهه هو موليها.و جعل الله قبله المسلمين (40 ر) فى واد محدث لا نفع فيه و لا جدوى، فيعلم الفطن بامر النظر ان المقصود بذلك البعد لا غير.و الحج مستجمع لعباده النفس و عباده المال و عباده البدن، و هو الظهور الاكبر و النسك الاعظم، و به يفارق المسلم اهل الملل.و لذلك قال، عليه السلام: من مات و لم يحج حجه الاسلام، فليمت على اى حال ان شاء يهوديا او نصرانيا.و الفريضه اذا كانت موقته، دل اختصاصها بوقت لها على فضلها و شرفها و نباهه حالها، يستدعى من الموظف عليها فضل جهد فى اقامتها.و من لابس عملا لا يلائم صوره التكبر، و ينافى اعمال الجبابره من الاقبال على حجر اصم بالتقبيل، و على مواطن خاليه من حوادث الاطماع بالاجلال، صار ذلك الفعل اتم رياضه على طرح الانفه.فان من اطاعته نفسه لوجه الله، تعالى، فى توقير شى ء لا ينفع و لا يو
ذى و لا يعلم و لا يشكر، فهو الى توقير من هو اعلى منه درجه من الانبياء و الملائكه، اسرع، والى هجران ما يستشعره من الخيريه اقرب.و الخلائق مهما تعودوا ذلك، و مرنوا عليه، توفر كل منهم على صاحبه بحسب ما يستاهله.و متى فعلوا ذلك فى من جل و صغر من البشر، تولدت بينهم المحبه، و شمل دهمائهم الوداد و المصلحه.و لا يقف على حقيقه هذا الامر، الا من وفق لتامل الحقائق، و سهل سبيله الى تتبع الحكم.و لذلك قال الله، تعالى: فلا رفث و لا فسوق و لا جدال فى الحج، و ما تفعلوا من خير يعلمه الله، و تزودوا فان خير الزاد التقوى.و قد بين الله، تعالى، وجه الحكمه فى اكثر الطاعات، فقال فى الصلوه، ان الصلوه تنهى عن الفحشاء و المنكر.اشار الى وجه الحكمه فى التعبد بالصلوه.و قال فى الزكوه: خذ من اموالهم صدقه تطهرهم و تزكيهم بها.(40 پ) اشار ايضا الى وجه الحكمه فى ايجاب الزكوه.و قال فى الصوم: كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.بين ان لا عمل ادل على التقوى من الصوم.