شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و اذا جار الوجود على كل معدوم، فصفه العدم تقبل التبدل.و القديم، تعالى، موجود، و وجوده لا يتبدل.فكان وجوده، تعالى، سابقا على عدم كل شى ء، لكل بمعنى انه وجوده فى كل وقت واجب، و كان اولى من عدم كل معدوم
عدمه ليس بواجب.و قال غيره لوجود الممكن سبب وجودى، و لعدمه سبب عدمى.فالممكن له من غيره الوجود، و من غيره العدم.و ليس له باعتبار ذاته الوجود و لا العدم، بل لا ينفك عن جواز الوجود و جواز العدم.فسبق واجب الوجود، تعالى، يعتبر من تلك الجهه التى ذكرناها.قوله، يتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له.المشاعر الحواس.قال الشاعر: و الراس مرتفع فيه مشاعره يهدى السبيل له سمع و عينان يعنى اذا تحقق انه خالق المشاعر، فقد تحقق انه لا حواس له.و الابتداء ازله، سبق ازله وجوده، قال الامام الوبرى: يحتمل فيها (ما) ذكرنا من المعنيين فيما قبله: احدهما سبق ازله و وجوده ابتداء كل محدث، فهو موجود فيما لم يزل، و لا شى ء غيره فى الوجود.و الثانى ان الابتداء هو الحدوث، و انما يجوز الحدوث على ما كان معدوما، و انما يجوز العدم على غير القديم.فاذا كان قديما، لاستحال عدمه، و اذا استحال عدمه، استحال حدوثه، و هو الابتداء.ففى احد التاويلين يرجع التاويل الى غيره، و فى الثانى يرجع اليه تقديرا، ثم يكشف الدليل على استحالته.قوله و بمضادته بين الاشياء عرف ان لا ضد له، لانه لو كان فيها ما يضاده، تعالى، لم يجز وجوده شى ء منها مع وجوده، تعالى، لاس
تحاله وجود الضدين.و تضادهما يرجع الى الوجود، لا الى المحال.و لا يجوز ان يكون غير هذه الاشياء و غير هذه الاجناس، ضدا له، تعالى، لا ما ليس بجسم و لا جوهر و لا عرض و لا قديم، (166 ر) فهو غير معقول، و ما لا يعقل لا يجوز تعليق الحكم به، و ما لا يكون معقولا فهو ابعد من المحال، لان المحال معقول.قوله: و بمغارقته بين الاشياء عرف ان لا قرين له، لانه اذا لم يكن فيها ضد له، لم يجز ان يكون فيها مثل له، لانها محدثات، و هو، تعالى، قديم و لا يجوز ان يكون المحدث مثلا للقديم.قوله: ضاد النور بالظلمه، قال الامام الوبرى: المضاده بين الاسود و الابيض لا يرجع الى الجسمين، لان الاجسام متماثله، و المثل لا يضاد مثله.و انما المضاده ترجع الى لونها و هو السواد و البياض، و بطريق المجاز يقال فى الجسمين: انهما متضادان.قوله: لا يشمل بحد، قال: لان الحدود اقطار الشى ء و جوانبه، و الاقطار انما يشتمل على جواهر مجتمعه.و اذا لم يكن القديم، تعالى، جوهرا و لا جسما، استحالت عليه الاقطار و الحدود.قوله: و لا يحسب بعد، قال: ان الشى ء انما يعد اذا كان ذا اجزاء متماثله، ذلك لا يجوز على الله، تعالى، لانه لا جزوء له و لا مثل له، فلا يجوز على الله، ت
عالى.و هذا معنى قوله: كل موصف بالوحده غيره.قوله: فانما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الى نظايرها، قال الامام الوبرى: ان بعض الانسان يكون حداله، لان الحد طرفه.و انما يجوز الطرف للمتحيز المتبعض الذى صار فى حكم شى ء واحد بحلول الحياه فيه.فالاداه لها غايتان: احديهما جملتها التى الادوات بعضها.و الثانيه ما يشير اليه و يقصد نحوه، و هو الشاغل للسمت الفارغ.فكما وجب ان يكون غايتها الاولى من جنس الادات، فيكون جسما شاغلا للجهه، وجب ان يكون الغايه الثانيه، و هى المشار اليها، جسما شاغلا للسمت المقابل للاداه، و هى معنى: قوله: و يشير الالات الى نظائرها، لان الجسم لا يجوز ان يقابل الا جسما مثله.فاذا كان احد المقابلين جسما، و هو المشير، وجب ان يكون (166 پ) المشار اليه جسما مثله.