شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
اى من نعمه الموجبه لشكره عليكم و يحتمل موجبات زوايد نعمه.لان السابق من آلاء الله، و ان كان فضلا، فانه يفضى الى وجوب نعمته بواسطه الشكر.فيجوز ان يضاف موجب الشكر الى النعمه الاولى.فيقال: ان الفعل يوجب نعما فى الثانى.قوله: و حواجز عافيه، (يعنى الامور المتصله بالعافيه التى تحول بين الانسان و بين ما يفسده و يفضحه.فمادام معافا، فانه يحال بينه و بين ما ينافى العافيه)، و لذلك قال: و حواجز عافيه.فصل فى خلق الانسان.اعم ان الله سبحانه، خلق الانسان و جعل طول قامته مناسبا لعرض جبينه، و عرض جبينه مناسبا لعمق تجويفه، و طول ذراعيه مناسبا لطول عنقه و ظهره، و كبر راسه مناسبا لكبر جثته، و استداره وجهه مناسبا لعرض جبينه و قدر صدره و شكل عنقه مناسبا لشكل فمه، و طول انفه مناسبا لعرض جبينه، و قدر اذله مناسبا لمقدار خديه، و طول اصابعه مناسبا لاصابع رجله، و كبر راسه مناسبا لكبر كبده و مقدار قلبه مناسبا لكبر راسه، و طول معائه مناسبا لكبر كبده، و شق حلقومه مناسبا لكبر راسه، و غلظ اعضائه مناسبا لكبر عظامه، و طول اضلاعه مناسبا لصندوق صدره، و طول عروقه مناسبا لاظفاره، يعرف ذلك من معرفه علم النسبه، فتبارك الله احسن الخالفين.قوله: شغف الاستار، و الشغف الغلاف، محاقا اى مرشوشا.هاهنا نذكر مراتب الانسان من طريق اللغه و المعنى.اقول: مادام الانسان فى الرحم، فهو جنين: فاذا ولد فهو وليد، فمادام يرضع فهو رضيع.فاذا قطع عنه اللبن فهو قطيع و فطيم.ثم اذا دب و نمى، فهو دارج.فاذا بلغ طوله خمسه اشبار فهو (80 پ) خماسى.فاذا سقط رواضعه، فهو مثغور.فاذا بلغ الحلم، فهو يافع و مراهق.و لم يذكر اميرالمومنين سوى ذلك.و عند ا
لاطباء (الاسنان اربعه فى الجمله: سن النمو، و يسمى سن الحداثه، و هو الى قريب من ثلثين سنه، ثم سن الوقوف و هو من الشباب، و هو الى نحو من خمس و ثلثين سنه او اربعين.و سن الانحطاط مع بقاء من القوه، و هو سن المكتهلين، و هو الى نحو من ستين سنه.و سن الانحطاط مع ظهور الضعف فى القوه، و من سن الشيوخ و آخر العمر.لكن سن الحداثه ينقسم الى سن الطفوله، و هو ان يكون المولود بعد غير مستعد الاعضاء للحركات و النهوض.و الى سن الصبى، و هو بعد النهوض و قبل الشده، و هو ان لا يكون الاسنان قد استوفت السقوط و النبات.ثم سن الترعرع، و هو بعد الشده و نبات الاسنان قبل المراهقه.ثم سن الغلاميه و الرهاق، الى ان يبقل وجهه.ثم سن الفتى الى ان يقف النمو.و قيل: ان النطفه فى القرار المكين يصير علقه بعد خمسه عشر يوما، ثم يصير العلقه مضغه بعد ثلثين يوما.و اذا كان الجنين ذكرا، صار خلقه تاما بين الثلثين و الاربعين.و اذا كان انثى، كان بين الاربعين و الخمسين.و هذا معنى قوله: فكسون العظام لحما، ثم انشاناه خلقا آخر، و اذا تم خلق الجنين فى احد و ثلثين يوما يتحرك فى البطن فى اثنى و ستين يوما، فيكون ايام الحركه ضعف ايام تمام الخلق، و يكون مده الحمل
.ثلثه اضعاف مده الحركه.الا ان المولود الذى تولد فى الشهر الثامن لا يعيش.بتقدير الله، تعالى.لكن الاصل فى عام الحمل سبعه اشهر.و خلق الله، تعالى، الانسان من الاعضاء المفرده و الاعضاء المركبه، كما سبق بيانها.و خلق الانسان مثال مدينه فيها عيون: احديها ماوها حلو، و الاخرى ماوها مالح، و الاخرى (81 ر) ماوها منتن، و الاخرى مره.و للجسد حيطان خمسه: الحائط الاول الشعر، و الثان الجلد، و الثالث اللحم، و الرابع العظم، و الخامس المخ.و فيه من العروق ثلثمائه و ستون يشبه الانهار.