جواهر الکلام فی شرح شرائع الاسلام جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
للابل ، لخبر البجلي ( 1 )السابق ، و قول الصادق ( عليه السلام ) في حسنة الكاهلي ( 2 ) : ( كان أبي يقول لم يوضع التقصير على البغلة السفواء و الدابة الناجية ) الحديث .و أن المراد الاعتدال من الوقت و السير و المكان بمعنى اعتبار الوسط من الثلاثة كما صرح به بعضهم ، و إن ناقش في المدارك في ذلك بالنسبة للاخير ، و لعله لاطلاق النص فيه مع عدم الداعي إلى تقييده في ذلك ، بخلاف الاولين ، لغلبة السير في الليل و عدم التواني و الجد في السفر ، و هو كما ترى .و على كل حال فهو حينئذ تحقيق في تقريب كنظائره ، فالترديد بين بياض اليوم و البريدين في خبر أبي بصير ( 3 )السابق ترديد فيما يسهل على المكلف اعتباره ، و إلا فهما شيء واحد في نظر الشارع لا أنهما أمران مختلفان كي يتجه البحث في أن مدار المسافة عليهما معا ، بمعنى كون المعتبر فيها اجتماعهما كما عساه يوهمه بعض العبارات فلو فرض قصور مسير اليوم عن البريدين أو بالعكس بان حصل في بعض اليوم لم يكن ذلك مسافة .أو أن المدار على مسير اليوم و إن قصر عن البريدين ، لانه الاصل في المسافة و التقدير بالبريدين تقدير له ، و لان دلالة النص عليه أقوى ، إذا ليس لاعتبارها بالاذرع على الوجه المذكور نص صريح ، بل ربما اختلفت فيه النصوص و الفتاوى ، و قد صنف السيد السعيد جمال الدين أحمد بن طاووس كتابا مفردا في تقدير الفراسخ و حاصله على ما قيل لا يوافق المشهور ، لان الاصل الذي اعتمد عليه الفاضل و غيره على ما قيل في تقدير الفرسخ يرجع إلى اليوم ، إذ قد استدل عليه فيما حكي عن تذكرته بان المسافة تعتبر بمسير اليوم للابل السير العام ، و هو يناسب ذلك ، قيل و كذا الوضع اللغوي ، و هو مد البصر من الارض .