سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
يجتمعوا في خيمته بمنى، فاجتمع سبعمائة من التابعين ومائتان من الصحابة فقام خطيباً بهم:
«أمّا بعد فإنّ الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإنّي أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدّقوني وإن كذبت فكذّبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون، فإنّي أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب، واللّه متم نوره ولو كره الكافرون».(1)
ثمّ ذكر بعد ذلك مناقب أبيه أمير المؤمنين المتألّقة ومناقب أهل البيت، وأشار إلى بدع وجرائم معاوية وأعماله اللا إسلامية، وهكذا فجّر ثورة إعلامية ضخمة ضد السلطة الأموية الخبيثة وهيّأ الأرضية للثورة.
هذا وقد نقل الحسن بن علي بن شعبة وهو من العلماء الكبار في القرن الرابع خطبة الإمام في كتاب «تحف العقول» دون أن يتّضح محلّ إيرادها وزمانها، غير انّ القرائن ومضمون الخطبة يدلاّن على أنّها هي نفسها تلك الخطبة التي خطبها الإمام في منى، ولتناسبها مع موضوع البحث نورد هنا بعضاً منها:
«...ثمّ أنتم أيّتها العصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وباللّه في أنفس الناس مهابة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده، تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلاّبها، وتمشون في الطريق بهيبة الملوك وكرامة الأكابر، أليس كلّ ذلك إنّما نلتموه بما يرجى