فقد كان ينفي صراحةً الإسلام ونزول الوحي على النبي محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ويعد كلّ ذلك وهماً لا أكثر كما ضمّن ذلك أشعاره التي قالها بعد انتصاره الظاهري على الحسين بن علي عليمها السَّلام .
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحـي نزل
خبر جاء ولا وحـي نزل
خبر جاء ولا وحـي نزل
ثمّ طفحت أحقاده الدفينة على قادة الإسلام الذين قتلوا قومه في معركة بدر تحت راية الإسلام وتذكّر ذلك، وراح يجعل قتل الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ انتقاماً لأُولئك وقال:
ليـت أشياخي ببدر شهدوا
لأهلّـوا و استهلـّـوا فرحــاً
ثـمّ قالـوا يا يزيد لا تشل(1)
جزع الخزرج من وقع الأسل
ثـمّ قالـوا يا يزيد لا تشل(1)
ثـمّ قالـوا يا يزيد لا تشل(1)
وصل سفيان بالجيش إلى أرض الروم قبله وأُصيب جيش المسلمين لسوء المناخ والأحوال الجوية بمرض الجدري والحمى بمكان يسمى الغَذْقَذونة.(2)
وقال يزيد عندما أُخبر الخبر وهو نازل في دير اسمه دير «مُرّان»(3)ومعه أُمّ كلثوم للاستجمام واللهو والمجون منشداً:
1-تتمة المنتهى في وقائع أيام الخلفاء، الشيخ عباس القمي، ص 44.
2-الغذقذونة منطقة تفصل بين الشام والروم ويقع ضمنها طرطوس والمصيصة.
3-دير« مرّان» مكان على مقربة من دمشق، قال ياقوت الحموي: مران بضم الحرف الأوّل تثنية مرّ معجم البلدان. مادة ـ دير ـ كانت الأديرة المسيحية في العالم الإسلامي مراكز لأفظع ألوان الفسق والفجور واللعب، وكان يؤمها جميع الماجنين والمتحلّلين من الأُمويّين والعباسيين للاستمتاع فيها، وهي محال للعبادة، ولذلك نجد يزيد قد قصد دير« مرّان» وهي تقع في منطقة خصبة ذات خضار وأشجار وطبيعة خلاّبة تصلح لقضاء النزوات.