سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة الأئمة علیهم السلام - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عادة، أي انّهم ينسبون كلّشيء إلى اللّه، ويوحون للآخرين في كلّ ما يقومون به من إعمال بأنّ اللّه هو الذي أراد أن يكون ذلك، ولولا المصلحة التي يعرفها الباري في ذلك الأمر لما كان يحدث. إنّ منطق الجبريين هو انّ ما هو كائن هو الذي يجب أن يكون، و انّ ما هو غيركائن هو الذي يجب ألاّ يكون.(1)


وقد كانت عقيدة الجبر إحدى الدعائم الفكرية والدينية للحكم الأموي، وقد أراد الأمويون من خلال إشاعة عقيدة الجبر أن يخنقوا أية روح معارضة في المهد، واحتضنوا عقيدة الجبر لأجل تثبيت سلطتهم والمنع من حدوث أية ثورة شعبية من المسلمين، ودافعوا عن أصحاب هذا المذهب حيث كانوا يواجهون خطر نفوذ عقيدة القدرية، التي كانت تقول بحرية الإرادة والاختيار لدى الإنسان، وانّه هو الذي يختار نوع السلوك والعمل الذي يمارسه في حياته(2)، وإذا كان حراً فهو مسؤول عن أفعاله، لأنّ كلّحرية تستتبع المسؤولية حتماً. وقد شكلت هذه العقيدة ـ القدرية ـ خطراً كبيراً على الأمويين الذين كانوا يخشون معارضة المسلمين لهم، ولذلك فقد اضطهدوا هذه العقيدة ودعاتها، وتمسّكوا بالعقيدة المضادة لها أي عقيدة الجبر التي تلائمهم في ميدان النضال السياسي، لأنّها توحي إلى الناس بأنّوجود الأمويين وتصرفاتهم مهما كانت شاذة وظالمة ليست سوى قدر محتوم من قبل اللّه لا يمكن تغييره ولا تبديله فلا جدوى من الثورة عليه.


قد كان معاوية يتظاهر بالجبر لأجل تبرير أفعاله أمام الجماهير بأنّها مقدورة لا سبيل إلى تبديلها، مضافاً إلى ذلك فانّ أفعاله واقترافه المحرّمات لا يثير أية إشكالية ضدّه، لأنّه خليفة المسلمين وحاكم ديني.




1-الحماسة الحسينية، المطهري:1/312ـ 313.


2-فجر الإسلام، أحمد أمين، ص 284.

/ 619