سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
إنّهم يريدون الحياة الدنيا أو الجاه والمنصب كما أنّهم يريدون التحرر من عبودية الطواغيت، ولكنّهم لا يريدون ما فيه خسارة وضرر، فإذا حدث ضيق عليهم أو ما يهدد مصالحهم فانّهم يتخلّون عن جميع مبادئهم، يحمل كلّ منهم ازدواجية في شخصيته، يعانون من تناقض في داخلهم، فمن ناحية يدعون ابن رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بكلّ حماس وحرارة، و من ناحية أُخرى لا ينسون عهودهم ووعودهم عندما يرون أنفسهم في خطر فقط بل يتعاونون على قتله، فلابدّمن إيقاظ هؤلاء وإرشادهم إلى أخطائهم، وأن يقال لهم بأنّكم لا تعلمون أي جريمة عظمى اقترفتم بقتل الحسين بن علي عليمها السَّلام ، كانت هذه المهمة على عاتق العقيلة زينب من بين النساء أكثر من غيرها، لأنّ النساء اللواتي تعدّى عمرهن الثلاثين عاماً يعرفن زينب منذ عشرين عاماً عندما كان علي ـ عليه السَّلام ـ خليفة المسلمين في هذه المدينة وكنّ يعرفن منزلتها وقدرها لدى علي ـ عليه السَّلام ـ ومكانتها عند آبائهن وأزواجهن، كانت زينب شخصية معروفة بالنسبة لهم وهاهنا الآن يُثير مشهد أسرها المحزن وهي بين الأسرى الذكريات الماضية. فتستغل زينب هذه الفرصة فتبدأ بالحديث، فيسمع الناس صوتاً مألوفاً وكأنّ علياً ـ عليه السَّلام ـ هو الذي يتحدث، فالكلام هو كلام علي، والصوت هو نفس صوت الإمام ، أو ليس المتحدث هو علي أم هي ابنته؟! نعم هي الحوراء زينب الكبرى وهي التي تتحدث.
وكتب أحمد ابن أبي طاهر المعروف بابن طيفور (204ـ 280هـ) في كتاب «بلاغات النساء» وهو يحوي مجموعة من الكلمات والخطب الفصيحة والبليغة لنساء العرب والإسلام، وهو من أقدم المصادر:
قال حذام الأسدي(1)دخلت الكوفة سنة إحدى وستين، وهي السنة التي