سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وثمة سند تاريخي آخر في هذا الصدد يدلّ على أنّ استشهاد الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ قد ألحق عاراً أبدياً بقتلة الحسين ـ عليه السَّلام ـ وأعقابهم على المدى البعيد، مازال شاخصاً في صفحات التاريخ دون أن يمحى على الرغم من مرور عقود طويلة من الزمن.وهذا السند يشير إلى جانب من جوانب سيرة القاضي شريك بن عبد اللّه حفيد سنان بن أنس(1)أحد القتلة الأوغاد الذين شاركوا في مأساة كربلاء.
فقد كتب الخطيب البغدادي بعد أن تناول سيرته يقول:
قدم شريك [بن عبد اللّه القاضي] البصرة، فأبى أن يحدثهم، فاتّبعوه حين خرج، وجعلوا يرجمونه بالحجارة في السفينة، ويقولون: يابن قاتل الحسين.(2)
وعلى أية حال، فبعد الإشارة إلى هذين السندين تتضح أهمية القضية التالية:
أوّلاً: انّ البصرة بعد مقتل عثمان وحرب الجمل أضحت معقلاً للعثمانية التي كانت تحمل حقداً وضغناً لأهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ وتكنّ ولاءً لنبي أُميّة.
ثانياً: الحقبة الطويلة التي كانت تفصل بين استشهاد الحسين ـ عليه السَّلام ـ وسفر القاضي(95ـ177) إلى البصرة.(3)
وقد كتب المؤرّخون: ولمّا أتى أبو العباس ـ أوّل خليفة عباسي ـ برأس مروان سجد فأطال ثمّ رفع رأسه و قال ـ مخاطباً الرأس ـ :