سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وكان الباعث على هذه الثورة هو انّه قد سادت موجة من الغضب والرفض أرجاء العالم الإسلامي ضد يزيد أثر استشهاد الإمام الحسين ، وقد ثارت المدينة أيضاً وهي معقل أهل البيت والصحابة والتابعين .
أرسل عامل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان ـ وهو لا يقل عن يزيد سذاجة ونزقاً وغطرسة ـ جماعة من كبار المدينة بالنيابة عن أهاليها إلى الشام وبتوصية من يزيد(1)حتى يشاهدوا الخليفة الشاب عن كثب ويتمتعوا بكرمه وإحسانه، ثمّ بعد ذلك يحثّون أهل المدينة على طاعته والخضوع له.
ولتنفيذ هذا المخطط أرسل عثمان مجموعة مركبة من: المنذر بن الزبير بن العوام، عبد اللّه بن أبي عمرو المخزومي، وعبد اللّه بن حنظلة غسيل الملائكة مع عدة شخصيات بارزة للقاء يزيد في دمشق، فراح يزيد ولعدم تمتعه بالتربيةالإسلامية والمستشارين ليوصوه باتزان السلوك أمامهم على الأقل ولا حيطة أبيه ليعرب انّ الذي يحكم المسلمين باسم الإسلام فعليه ـ على الأقل ـ أن يحافظ على تعاليم الإسلام ويتظاهر بذلك، راح ـ و بحضور تلك الشخصيات ـ يلاعب الكلاب ويتجاهر بشرب الخمر ويقيم مجالس اللهو و الفجور والغناء دون انقطاع، غير انّه استقبلهم استقبالاً حاراً ولقيهم بحفاوة وأكرمهم وأحسن إليهم وقدّم لهم الهدايا والأموال الطائلة بمايزيد على الخمسين والمائة ألف دينار، و كان يعتقد انّهم سيمطرونه بالإطراء والمديح والثناء حينما يعودون إلى المدينة بعد كلّ هذه الحفاوة والتكريم والهدايا التي قدمها لهم في قصر دمشق الأخضر، ولكن هذا اللقاء لم يثمر النتيجة المطلوبة فقط، بل صار وبالاً عليه وحدث عكس ما كان يتوقعه تماماً.
رجعت تلك الشخصيات إلى المدينة ماعدا المنذر بن الزبير الذي ذهب إلى