سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فقال ـ عليه السَّلام ـ :«إنّ قاتل أبي أفسد بما فعله، دنياه عليه وأفسد أبي عليه بذلك آخرته، فإن أحببت أن تكون كهو فكن» .
فقال: كلا، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا.
فجلس زين العابدين وبسط رداءه فقال: «اللّهمّ أره حرمة أوليائك عندك» فإذا رداءه مملوء درراً يكاد شعاعها يخطف الأبصار، ثمّ قال:«اللّهم خذها فلا حاجة لي فيها».(1)
ب. كان عبد الملك قد اطّلع على أنّ سيف رسول الإسلام بحوزة علي بن الحسين عليمها السَّلام .
(وكان هذا أمراً رائعاً، لأنّه ذكرى الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، ويبعث على الفخر والاعتزار، وناهيك عن أنّه رمز الحكم والدولة، لذا كان وجوده في حوزة علي بن الحسين موجباً للقلق لدى عبد الملك، لأنّه كان يجذب الناس) ولذلك أرسل إليه رسولاً يطلب منه أن يبعث السيف إليه، وكتب في أسفل الرسالة بأنّني مستعد لأن أقضى ما تحتاج إليه، فرفض الإمام.
ثمّ كتب عبد الملك رسالة إليه يتوعّده فيها وانّه إذا لم تبعث بالسيف فسوف أحرمك من العطاء ـ و كان لجميع الناس في تلك الفترة عطاء من بيت المال و للإمام أيضاً ـ فكتب الإمام ردّاً على ذلك:
«أما بعد فانّ اللّه أمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون والرزق من حيث لا يحتسبون، وقال جل ذكره( انّ اللّه لا يحب كلّخوّان فخور)(2) فانظر أيّنا أولى بهذه الآية.(3)