سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الصالحون والمؤهّلون المناصب الهامة والحسّاسة على الرغم من حظره العام من التعاون مع تلك السلطة الجائرة، لأنّ ذلك يجعلهم ينفذون في الجهاز الحاكم من ناحية، ومن ناحية أُخرى يوجب ذلك انضواء الناس والشيعة خاصة تحت مظلتهم الوقائية.
وكان نفوذ علي بن يقطين في جهاز هارون الحاكم جزءاً من هذا المخطط أيضاً، كان علي بن يقطين من الشيعة الواعين الثابتة أقدامهم، ورؤيته رؤية شيعية حقّة صادقة، وعلى العكس من أبيه الذي كان من أنصار العباسيين والذين لا يعتقدون بالإمامة، أي قيادة الأمة من وجهة نظر الشيعة(1)لدرجة انّ موضوع الانتظار ـ أي الأمل بظهور دولة الحقّوالعدل الذي يستلزم نفي مشروعية الحكومة الجائرة الموجودة ـ شكّل محور تفكيره.
واتّضح ذلك من الحوارات التي دارت يوماً بينه و بين أبيه بشكل جيد.
فقد قال يقطين لابنه يوماً: كيف تحقّق ما تنبّأ به أئمّتكم حولنا ـ بني العباس ـ و لكن لم يتحقّق ما قيل و تنبّأ به عنكم ـ الشيعة وظهـور الـدولة الموعودة ـ ؟!
فأجاب علي: ما قيل عنكم و عنّا من موضع واحد، ولكن سلطانكم في هذا الزمان، فقد أُخبر عنكم بوضوح، وقد تحقّق ذلك، ولأنّ دولتنا لم يحن موعدها بعد، لذلك نأمل ونتمنى أن تظهر، ولو كان أئمتنا يقولون إنّدولة أهل البيت ستظهر بعد مائتين أو ثلاثمائة عام لربما ـ و بسبب طول المدة ـ ضاقت القلوب، وقلّ إيمان الناس بها، ولكن ـ و لأجل أن يبقى أمل الناس ـ قال أئمتنا ـ و دون