سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
يكون شغلهم الشاغل هو ملء بطونهم حتى لا يبقى لديهم مجال للتفكير في القضايا الاجتماعية الكبرى.
وقد بيّن ذات يوم وبحضور جمع من خاصته من رجال البلاط و بلهجة مشينة دافعه من تجويع الناس وقال: صدق الأعرابي حيث يقول أجع كلبك يتبعك.(1)
وكان نصيب الشيعة العلويين من سياسة الضيق والحظر الاقتصادي أكثر من غيرهم، لأنّهم كانوا دائماً على رأس المخالفين والمناضلين للخلفاء الظالمين.
وعلى كلّ لم تكن خلافة هارون مستثناة من هذه الخطة العامة أيضاً، لأنّه وبعد ان استولى على بيت المال وصرفها على ملذّاته ولهوه ورغباته هو ومن حوله، راح يمنع الشيعة من حقوقهم المشروعة ليضعفهم من خلال ذلك .
وكسب علي بن يقطين صاحب الإمام المخلص الوفي ثقة هارون على الرغم من سعاية أعداء الشيعة به لديه وتسلّم وزارة العالم الإسلامي الكبير ويعرف خطورة هذا الأمر وأهميته فلم يأل جهداً في توظيف جميع الامكانيات لأجل دعم الشيعة وحمايتهم خاصة دعمهم مالياً وإيصال خمس ماله ـ الذي كان يشكل مبلغاً ضخماً و يبلغ المائة والثلاثمائة ألف درهم أحياناًـ (2)إلى الإمام الكاظم، ونحن نعلم انّ الخمس دعامة مالية للحكومة الإسلامية.وقال ابن علي بن يقطين: كان أبو الحسن ـ الكاظم ـ إذا أراد شيئاً من الحوائج لنفسه أو ممّا يعني به من أموره كتب إلي أبي (يعني علياً) اشتر لي كذا و كذا واتخذ لي كذا و كذا وليتول ذلك