سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ويكشف الحوار التالي الذي دار بين الإمام السابع وهارون عن أهداف الإمام جيداً فيما يتعلّق بتشكيل الحكومة الإسلامية وعن نوايا هارون الخبيثة.
فقد أعلن هارون ـ ولعلّه بدافع الاختبار ولمعرفة أهداف الإمام ـ للإمام بأنّه على استعداد لأن يرد إليه فدك.
فقال الإمام: «ما آخذها إلاّ بحدودها».
فقال هارون: وما حدودها؟
قال الإمام: «إن حددتها لم تردها».
قال هارون:بحق جدّك إلا فعلت.
فقال الإمام: «أمّا الحدّ الأوّل فعدن، والحدّ الثاني سمرقند، والحدّ الثالث افريقيا، والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية.
هارون الذي تغيّر وجهه بسماع كلّواحد من هذه الحدود وغضب غضباً شديداً فقد بعد استماع الحدود الأربعة صوابه وقال وقد علاه الحزن والغضب: فلم يبق لنا شيء.
قال الإمام : «قد أعلمتك انّني إن حددتها لم تردها لذا امتنعت».(1)
أراد بهذا الجواب أن يقول لهارون انّ فدك رمز لمجموع حدود الحكومة الإسلامية، وانّ عمل أصحاب السقيفة بسلبهم فدك من بنت الرسول وصهره هو في الواقع مظهر من مظاهر مصادرة حقّ سيادة أهل بيت العصمة والطهارة سلام اللّه عليهم أجمعين، وعليه إذاكان من المقرر أن ترد حقنا إلينا فعليك أن تضع جميع حدود الحكومة الإسلامية في قبضتنا. عبّـر هذا الحوار عن أهداف الإمام الكبيرة بشكل جيد.